مدفوع بمرارة الوحدة والفقد بعد مغادرة أصدقائه إلى الخارج واحداً تلو الآخر، شرع المخرج المصري أحمد عبد السلام في صنع فيلمه الأول «القاهرة ــ برلين» للتعبير عن شعور الاغتراب وعدم التأقلم مع المجتمع لدى أبناء جيله.الفيلم مدته 17 دقيقة ومن بطولة الممثلة التونسية مريم فرجاني والممثل المصري إبراهيم النجاري بالاشتراك مع نبيل نور الدين، ومن تصوير مصطفى الكاشف وإنتاج شركتي «فوف» و«أندر دوغ» بالتعاون مع «ليزارد فيلم».
يتناول الشريط قصة «نور» التي تقضي ليلتها الأخيرة في القاهرة قبل السفر بلا عودة إلى ألمانيا. وبعد أن تكتشف بالمصادفة فقدان جواز سفرها، تبدأ بمساعدة صديقها «يوسف» في رحلة استعادته من حقيبة صغيرة أضاعتها في محطة مترو الأنفاق وبداخلها بعض المتعلقات الشخصية والأوراق التي كانت تريد اخفاءها.
أمس الأحد، قال عبد السلام لوكالة «رويترز» بعد العرض العالمي الأول للفيلم ضمن الدورة الخامسة من «مهرجان الجونة السينمائي» إنّه عكف على الإعداد لفيلمه الأول منذ سنوات وتأرجح بين أفكار عدّة عن السفر والعائلة والعلاقات لكن مغادرة شخصية عزيزة عليه جداً للخارج جعلت فكرة الفيلم أكثر وضوحاً في ذهنه وعجلت بخروجه للنور.
وقال: «لاحظت في جلسات مختلفة مع أصدقاء أننا لو كنا عشرة مجتمعين معاً فبيننا ما لا يقل عن ثمانية يريدون السفر للخارج سواء للعمل أو لاستكشاف العالم أو بدء حياة جديدة».
وأضاف: «تتعدد الدوافع والأسباب لكن النتيجة واحدة وهي الرحيل، ومع تزايد شعوري بالفقد وجدت أن بداخلي ما أريد أن أحكيه للناس عن جيل غير قادر على التأقلم مع محيطه وقررت صنع الفيلم لأشارك الآخرين الحكاية».
وأوضح عبد السلام أنّه اختار مع كاتب الفيلم أحمد حسني عدم الإشارة بوضوح إلى سبب معيّن لرغبة البطلة في السفر لأنّ دوافع وأسباب كل شخص تختلف عن الآخر.
أما عن مشروعه السينمائي التالي، فأكد أنّه سيكون شريطاً طويلاً بالتعاون مع الكاتب أحمد محمد فرغلي وسيواصل فيه طرح هاجس السفر والاغتراب لكن بمفهوم أشمل.
ومن المتوقع أن يجول «القاهرة ــ برلين» على عدد من المهرجانات الدولية بين فرنسا وهولندا وغيرهما، كما يمكن لاحقاً إتاحته عبر منصات بثّ تدفّقي.