لا يحتاج الحديث مع ديمة بيّاعة توطئة، أو تمهيداً، أو «تذويب جليد» كما يسّمونه في مناهج الصحافة. أيّ جليد ذاك الذي يمكن أن يكون ونحن مع سيّدة لا نبدأ الكلام معها إلا بضحكة مجلجلة! رغم أن نجمة «الفصول الأربعة» (حاتم علي) تعيش منذ عشرين عاماً خارج سوريا، ولا نلتقيها إلا مصادفة. على طاولة بلاستيكية مستديرة، في مكان فقير وبعيد وصحراوي في الأردن، جلسنا نحكي عن شخصيّة «نويّر» في مسلسل «حضور لموكب الغياب» (كتابة محمد ماشطة يشاركه في الكتابة وينتجه سيف عبد العزيز، وإخراج سيف الصمادي).بدأنا بسؤال عن السبب الذي دفع بيّاعة للمشاركة في هذا العمل؟ فأجابت: «العمل الفني يبدأ من الورق. الحكاية نسجت خيوط جذبها بالنسبة لي، وكان يعنيني أن أكون حاضرة في عمل يكتبه محمد ماشطة بعد غياب طويل، خاصة أنني لا أعرف الجهة المنتجة التي تشتغل للمرة الأولى. عدا عن أن المرحلة الزمنية في تاريخ فلسطين، وشرقي الأردن غائبة تماماً عن الدراما التلفزيونية، والأهم من ذلك أنني ابنة هذه البلاد أحتاج إعادة قراءة جزء من تاريخها وتجسيده، ولو في حكاية تلفزيونية».
وهل فعلاً اعتذرت عن عدم تجسيد شخصية أساسية ومن ثم عادت بعد مضاعفة أجرها؟ نسألها فتجيب: «ما حصل أنه كان مطروحاً أمامي شخصيتين يمكن اختيار إحداهما، وهو ما جعلنا ننحو باتجاه شخصيّة، ثم نعود لنعدل على شخصية ثانية، كذلك كان العقد ينصّ على التفرّغ المطلق للعمل لكنني ارتبطت بمسلسل «شتّي يا بيروت» (كتابة بلال شحادات وإخراج إيلي السمعان) وهو ما جعلنا نغيّر بنود العقد وقد تفهّمت الشركة ذلك.
طيّب هل يقلل من قيمة الممثل بأن يكون الدور معروضاً على غيره قبل أن يصله؟ «بكل تأكيد لا. لكن إذا كنت تقصد بأنني جرّبت توضيح بأن دوري لم يكن معروضاً على كاريس بشّار قبل أن يصلني، لا يعني بأنني لست معجبة بكاريس وهي صديقة وعزيزة على قلبي، لكن الجدل حصل على صفحة معينة، بسبب طرح معطيات الموضوع بطريقة خاطئة. كان معروضاً عليّ شخصية «نويّر» وشخصية ثانية واخترت ما يناسبني. شخصية نويّر يجب أن تملك من تجسّد هذه الشخصية وجهاً طفولياً، وتلعب من عمر 16 عاماً حتى الخمسين. الخيار الثاني كان أن ألعب شخصية شعرت تجاهها بارتياح كبير وهي «داليا»، لكن في النهاية استقرّ الرأي مع فريق العمل على الشخصية الأولى، وهي فعلاً لم تكن قد عرضت على أحد من قبل».
وما هو أهم ما في هذه الشخصية، أو ما يمكنه أن يكون جديداً فيها أدائياً بالنسبة لك؟ توضح: «نوّير إمرأة قوية، فلسطينية، تنتقل في عمر صغير لتعيش في الأردن. لهجتها مثلاً واحد من التحديات المغرية. الأهم من ذلك أنك هنا تلتقط روح شخصيّة في عمر طفولي، وتكبر معها وتصبح أماً يكبر أولادها أمامها. كلّ هذه المتغيرات في روح الشخصية تبدو عناصر مترفة بالجاذبية».
أما إن كان هناك أمنيات تعلّق على هذا العمل، أم أن الأمر صار مجرّد «بزنس»، توضح بيّاعة بالقول: «الأمنيات عندما تصل إلى عمل تلفزيوني تكون ثابتة عند فكرة أن يعرض بشكل واسع، ويحصد إقبالاً ويحقق أصداء جيدة. هذا العمل كتبه محمد ماشطة بعناية فائقة، وكان فرصة للقائنا بمجموعة ممثلين وزملاء سوريين يعيشون في المهجر».
من جانب آخر، توضح الممثلة المعروفة بأنها تحلّ ضيفة على مسلسل «شتّي يا بيروت» حيث تؤدي شخصية مريم إلى جانب مواطنها النجم عابد فهد ولا يمكن لها أن تستفيض بالشرح عنه أبداً.
بعيداً عن هذا الموسم والمسلسلين اللذين تعمل بهما، نسأل إن كانت الممثلة التي بدأت نجمة قد وصلت إلى ما كانت تصبو إليه وهي اليوم في المكان الذي تستحقه، فتجيب: «السؤال يحتاج جردة حساب طويلة، لكن الانطباع الأوّل للرد عليه، يمكن تلخيصه بالبوح أنني ما أزال أتعامل مع المهنة بشغف ومنطق الهاوي من دون التنازل عن جوهر الاحتراف، يمكنني الرضا لما صنعته من مكانة في قلوب نسبة من الجمهور». وهل تتقصّدين لتحصيل جماهيرية طائلة أكثر اختلاق «التريندات» على السوشال ميديا وتبادل الشتائم ربما والاتهامات مع زوجك؟ تجيب: «هذا من مخيلة السوشال ميديا. عندما أنشر شيئاً ليس بالضرورة أن يكون تفسيره كما يحلو للصفحات والحسابات الافتراضية».