يعود ستينغ بألبوم جديد بعنوان The Bridge (الجسر) يحمل جرعة أمل قوية. لكن المغني البريطاني البالغ 70 عاماً يقرّ في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» بوجود أسباب كثيرة تبعث على القلق في العالم حالياً. وقال ستينغ على هامش محطة له في باريس أخيراً بين سلسلة حفلات حول العالم: «أظنّ أننا نعيش في مناخ سياسي خطر للغاية يشعر فيه أفراد الطبقة العاملة بأنهم متروكون من جانب ما يسمونه النخبة»، مضيفاً: «لقد تركوهم للديماغوجيين وللهراء اليميني وللأخبار الكاذبة».واجه هذا المواطن العالمي المولود في شمال شرق إنكلترا، صعوبات بالغة جراء خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي: «بالنسبة لي، شكّل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مأساة شخصية. أنا حزين على بلدي. كنا نعلم أنها ستكون كارثة وعلينا قبول ذلك، لكني لست سعيداً... لقد حُرم الشباب البريطاني من فرصة عيش التجربة الأوروبية. هذا جنون».
كذلك، يندّد ستينغ بموجة التشكيك في اللقاحات ضد كوفيد-19، وقد اختلف في ذلك مع بعض مغني الروك المخضرمين الآخرين (كفان موريسون وإريك كلابتون) الذين عارضوا فرض اللقاح على الراغبين في حضور حفلاتهم.
وتابع قائلاً: «لم أتردد في أخذ اللقاح. أنا مسنّ بما يكفي لأتذكر الفتية في الشارع المصابين بشلل الأطفال، وقد تم القضاء على هذا المرض بين ليلة وضحاها بفضل اللقاح». وأضاف ستينغ: «أود أن يكون الناس الذين يحضرون حفلاتي من المطعّمين. لن أفرض ذلك، لكن هذه رغبتي».
يطرح ستينغ بعد غدٍ الجمعة ألبومه الجديد الذي يتمحور حول كيفية إيجاد طريق لخروج العالم من المستنقع الحالي. «كل هؤلاء الأشخاص الذين أكتب عنهم يمرون بمرحلة انتقالية بين العلاقات، بين الحياة والموت، بين المرض والصحة»، يوضح. ثم يشير إلى أنّ «نحن نبحث جميعاً عن هذا الجسر إلى مكان مختلف، مكان ما أكثر راحة. كيف نصل إلى الجانب الآخر؟ لا أعرف. لا أعتقد أن أحداً يعرف، لكننا نبحث عنه».
مع 15 ألبوماً منفرداً و17 جائزة «غرامي» في رصيده، مع مكان محفوظ له في متحف الروك اند رول بصفته مؤسس فرقة «ذا بوليس» الشهيرة في الثمانينيات، لم يبق أمام ستينغ الكثير ليثبته. لكن صدمات الماضي ما زالت تتردد.
ويبدو أن الأغنية الجديدة «لافينغ يو» تستحضر خيانة والدته التي ساعدته في الابتعاد عن والديه (وقد اعترف بنفسه أنه امتنع عن حضور جنازتيهما في سيرته الذاتية «بروكن ميوزيك»).
لكن ذلك لم يمنعه من اتباع مسار مشابه، فهو كان على علاقة غرامية استمرت عقداً من الزمن مع زوجته الحالية قبل أن يحصل أخيراً على الطلاق من زوجته الأولى عام 1992. وقد شكّلت هذه التجارب كلها مادة استعان بها في كتابة أغنياته.
على خطٍ موازٍ، لفت ستينغ إلى أنّه «أتجنب دائماً كتابة الأغاني العاطفية بكلمات من قبيل + أنا أحبك وأنت تحبينني+. إنها دائرة مغلقة. بينما +أنا أحبك لكنك تحبين شخصاً آخر+ مثلاً تشكل سيناريو مثيراً للاهتمام بالنسبة لكاتب». وأضاف: «كرجل في سني، عشت مجموعة كاملة من المشاعر من الفرح العارم إلى منتهى البؤس. لذلك عندما أكتب عن الحب، أشعر أنني يمكن أن أكون صادقاً».
سجل الفنان الشهير أغنيات The Bridge خلال فترات الإغلاق في أوروبا، وقد توزّع الموسيقيون المشاركون في التسجيل على أماكن مختلفة فيما وضع صوته على الأعمال من قصره الإنكليزي.
وعن هذه التجربة، قال: «التسجيل عن بعد ليس بالأمر الجديد. غالبا ما يكون عازف الطبول في لوس أنجليس، ويمكن أن أكون هنا في باريس، وشخص آخر في إيطاليا... التكنولوجيا موجودة للقيام بذلك عن بُعد منذ سنوات طويلة»، مشدداً على أنّ «السرّ يكمن في جعل هذا الموقف حميمياً، لتكون لديك علاقة دافئة يمكن سماعها».
وقد عاد المغني البريطاني إلى التجوال، محاولاً تعويض كل الحفلات التي اضطر لإلغائها بسبب الجائحة: «عليّ الوفاء بكل التزاماتي. قد يستغرق ذلك 18 شهراً، لكن هذه هي حياتي. أنا في حالة ترحال منذ عام 1976!».