في السادس من كانون الثاني (يناير) الحالي، انطلق على منصّة البثّ التدفّقي «شاهد VIP» المنضوية تحت مظلّة شبكة mbc عرض مسلسل جديد بعنوان «عالحدّ» (كتابة لبنى حدّاد ولانا الجندي، وإخراج ليال م. راجحة، وإنتاج «صبّاح إخوان»). يجمع العمل الدرامي المؤلّف من 12 حلقة عدداً من الممثلين السوريين واللبنانيين، نذكر منهم: سلافة معمار، صباح الجزائري، رودريغ سليمان، علي منيمنه، مروى خليل، إدمون حدّاد، مارلين نعمان، دوجانا عيسى، شهد الزلق وآخرين.تدور القصة حول امرأة سورية تدعى «ليلى» (سلافة معمار) تعيش في بيروت منذ سنوات طويلة. زوج الصيدلانية اختفى قبل ثماني سنوات، فيما تعيش هي وابنتها البالغة عشر سنوات في منزل خالتها (صباح الجزائري). غير أنّ حياة «ليلى» البسيطة تخبّئ أسراراً ستغيّر عالمها إلى الأبد.
يحصد المسلسل الذي تتوافر منه لغاية كتابة هذه السطور تسع حلقات على منصة الـ «ستريمينغ» السعودية أصداءً إيجابية بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يسلّط الضوء على مروحة واسعة من القضايا، تشمل الاغتصاب، التحرّش الجنسي، سوء معالمة اللاجئين، العنصرية، العنف ضدّ المرأة، الإتجار بالحبوب المخدّرة، تعاطي المخدّرات، الإيجارات القديمة في بيروت ومشاريع أبراج الإسمنت التي تسعى لتبديل هوية المدينة، القتل وغيرها.
في زحمة المواضيع (تبدو في الحقيقة كثيرة على مسلسل قصير كهذا) وأمام احترافية سلافة معمار كالعادة وتناغم أداء الممثلين المختارين بعناية، تبرز شخصية لا يمكن التغاضي عنها. إنّه «عاطف»، زوج صاحبة الصيدلية التي تعمل فيها «ليلى» منذ ست سنوات تقريباً. رجل انتهازي يعشق المال، ينتهز إصابة زوجته بالسرطان وغيابها عن مقرّ عملها لبيع المخدّرات من خلاله. غير أنّ هذا الرجل الكريه لا يقف عند هذا الحدّ، بل يستغلّ متسوّلة سورية اسمها «تلجة» (تجيد لعبها دوجانا عيسى) لا تملك أوراقاً رسمية ويستخدمها في عمليّاته المشبوهة. صحيح أنّ الشابة الحيوية وخفيفة الظلّ أصرّت على إقناع «عاطف» بإشراكها في العمل نظراً لحاجتها إلى المال، إلّا أنّ الأمور تصل بالرجل إلى درجة اغتصابها. هنا، يلقى «عاطف» مصيره الأسود (الذي يستحقّه بحسب مستخدمي السوشال ميديا) عن طريق إبرة تحقنها في رجله «ليلى»!
حين عرضت عليه «صبّاح إخوان» الدور بناءً على ترشيح ليال م. راجحة له، سارع إدمون حدّاد (1981) إلى الرفض بدايةً. «كنت خائفاً من الشخصية، خصوصاً لأنّ الناس أحياناً لا يستطيعون التفريق بين الممثل والدور الذي يلعبه. كما أنّني شعرت بأنّه ربّما على ممثل أكبر منّي سنّاً أن يتولّى هذه المهمّة»، يقول حدّاد في اتصال مع «الأخبار». لكنّ مكالمة هاتفية لاحقة مع المخرجة، شرحت له خلالها الأسباب التي تجلعها مقتنعة بأنّه الشخص المناسب، دفعته إلى تبديل رأيه وخوض التجربة التي لا شكّ في أنّها ناجحة.
يبدو حدّاد سعيداً بردود الأفعال التي يتلقاها حول «عاطف»، فيما يعتبر أنّ «عالحدّ» مشروع درامي جيّد يمكن البناء عليه.
أما عن تأثير طفرة المسلسلات القصيرة الناطقة بالعربية في ظلّ المنافسة المحتدمة بين منصات البثّ التدفّقي على واقع الدراما اللبنانية وأهلها تحديداً، فيرى إدمون أنّه «سيبقى لمسلسلات الـ 30 والـ 60 حلقة مكانها وجمهورها وهذا جيّد ومطلوب، لكن بات اليوم يمكننا القول إنّ هناك أعمالاً يتم العمل عليها باحترافية واضحة أقلّه لناحية الإنتاج». ويضيف: «الأكيد أنّ المنافسة اليوم صارت أقوى لأنّ الطلب في ازدياد، وهذا إيجابي ومن شأنه تحسين المستوى. هناك رغبة لدى المنتجين في الاستثمار في مزيد من المواهب اللبنانية، سواءً كانوا فنيين أو فنّانين، في وقت لا يعدّ فيه السوق المحلي جذّاباً بالنسبة للمستثمر».
أما عن مشاريعه المقبلة، فيوضح إدمون حدّاد أنّه في صدد بلورة أفكار لمسلسلات يمكن أن يباشر في كتابة نصوصها قريباً، بعدما كان عمله يتركّز في الفترة الماضية على إعداد البرامج والعمل في مجال الإعلانات.