صحيح أنّ منى زكي نالت الضجة الأكبر في فيلم «أصحاب... ولا أعزّ» (99 د ــ تجربة اللبناني وسام سمَيْرة الأولى في مجال السينما) الذي إنطلق عرضه أخيراً على «نتفليكس». الجدل الذي أثاره أحد مشاهد منى زكي، حجب إسهامات المشاركين الآخرين في الفيلم، على رأسهم جورج خبّاز. عند الكشف عن أسماء أبطال «أصحاب... ولا أعزّ» الذي يعتبر أوّل أفلام «نتفليكس» الأصلية الناطقة بالعربية، راح كثيرون يتخيّلون ماهية الدور الذي قد يطلّ به خباز، إلى جانب الممثلين: المصرية منى زكي، والاردني اياد نصار، واللبنانيين نادين لبكي وعادل كرم وفؤاد يمين وديامان بو عبود،على إعتبار أن الفيلم هو النسخة العربية عن الايطالي Perfetti Sconosciuti الذي صدر عام 2016 وترجم إلى لغات عدّة.لكن خباز صاحب عشرات الاعمال التلفزيونية والمسرحية، أتى بأوّل مشاريعه على «نتفليكس» محمّلاً بخبرة فنية. رغم أنه كتب عشرات الأعمال الدرامية ولعب بطولتها، إلا أن الكوميديا بقيت ملعب خباز. وهنا إنقسمت الآراء حوله كأيّ فنان كوميدي، بين من يجده خفيف الظلّ ومن يراه عكس ذلك.
في «أصحاب... ولا أعز»، أطلّ خباز بدور الطبيب وليد سركيس المتزوج من الطبيبة النفسية مي (نادين لبكي)، لكن علاقتهما وصلت إلى مرحلة تأزّم وفراغ. يجمع الثنائي أصدقاءهما على العشاء، وينطلقون بلعبة كانت في البداية للتسلية، فتتحول إلى الكشف عن حقائق حول الخيانة والكذب والغدر و«الجوانب المظلمة» في الشخصية. الفيلم مسلٍِّ أثار ضجة بعد عرضه، وهذا الأمر أسهم في الترويج له.
كان خباز لطيفاً في أدائه، وتعرّف عليه الجمهور في مصر وهو البعيد كلياً عن ذلك العالم، وتصدّر إسمه عناوين المواقع الفنية هناك. لعب دور الأب العصري بإتقان، وتحديداً في المشهد الذي يجمعه بإتصال هاتفي مع إبنته التي تطبق سنّ الـ 18 وتعيش حياتها الجنسية. قد تكون المثالية بعيدة عن واقعنا الشرقي، لذلك من الصعب تقبّل مثل هذه النماذج في المجتمع، لكن وليد سركيس قادم من عالم آخر.
يستحق خباز تحية على حضوره، بأداء خفيف وسهل ممتنع. لم يحمّل الدور أكثر مما يحتمل. بعيداً عن التكلّف، أتت تجربة خباز في «أصحاب... ولا أعزّ» مختلفة تماماً عن أيّ توقّع، وكأنّه قدّم نسخة حديثة من نفسه كممثل نجح في امتحان صعب. فملايين المشاهدين على «نتفليكس» سيتعرّفون إلى ممثل لبناني، وربما يفتح «أصحاب... ولا أعزّ» أبواباً جديدة أمامه.
بدا خباز متناغماً في ثنائيته مع نادين لبكي، التي وإن كانت موفّقة بحضورها، إلا أنها لم تفاجئنا بالأداء نفسه الذي تسلكه قبل سنوات.