في العام 2018 قررت mbc إيقاف عرض جميع المسلسلات التركية المدبجلة الى اللهجة السورية، على إثر التوترات السياسية بين الامارات والسعودية مع الدوحة. جاءت خطوة الشبكة السعودية، بعدما وقفت تركيا إلى جانب قطر في حرب الأخيرة مع «الشقيقين الخليجيين». لم تقف الشاشة التي أسسها وليد آل ابراهيم عند تلك الخطوة فحسب، بل حذفت عن صفحاتها على السوشال ميديا وتطبيق «شاهد» جميع المشاريع الفنية التركية التي كانت رائدة بعرضها. هذا الأمر أدى الى تراجع نسب المشاهدة للشاشة الخليجية، على إعتبار أنها أول قناة أدخلت الدراما التركية المدبلجة الى العالم العربي من العام 2007. هذا الأمر تبعته حملة واسعة من قبل فنانين إماراتيين وسعوديين ضدّ الأعمال والنجوم الأتراك. هنا دخلت لعبة السياسة في الفنّ، وبدأت حرب تصريحات لم تعرف نهاية. في العامين الاخيرين ومع تحلحل الوضع السياسي بين الأشقاء الخليجيين، بدأت تعود الحركة الفنية التركية الى الشاشة السعودية. فقد فكّت mbc «حصارها» تدريجاً عن الدراما التركية، ولكنها لم تعد للصخب نفسه، وإكتفت بعرض تلك المشاريع على تطبيق «شاهد» فحسب. رغم الحلحلة الفنية بين أبو ظبي والرياض وأنقره، إلا أن حسين الجسمي كان سبّاقاً في غزله إتجاه تركيا.
«إهداء من الشعب الإماراتي إلى الشعب التركي»، بهذه العبارة أعلن المغني الاماراتي أمس على صفحاته على السوشال ميديا، عن إطلاق أغنية باللهجة التركية تحمل إسم «كل شيء يذكرني بك». العمل الفني جاء تزامناً مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الامارات التي بدأها أخيراً وتستمرّ أياماً قليلة، ونتج عنها توقيع اتفاقات اقتصادية وسياحية.
كان لافتاً، أن الجسمي أدّى الاغنية باللهجة التركية، وتضمنت كليباً جمع مشاهد في مدينة اسطنبول، إضافة إلى مدن أخرى مشهورة بتراثها وطبيعتها، وتم دمج تلك اللقطات مع مشاهد من الامارات، ليكون الكليب أشبه بغزل بين الدولتين.
جلس الجسمي وهو يعزف على البيانو، ويدندن الاغنية التركية بكل جوارحه. في هذا السياق، لفتت المعلومات إلى أن أغنية «كل شيء يذكرني بك» هي تركية الاصل طرحت في تسعينيات القرن الماضي، خلال رحلة صعود أردوغان وحزب «العدالة والتنمية» إلى الحكم في تركيا عام 2002.