في الجزء الثالث من «الاختيار 3» (تأليف هاني سرحان-إخراج بيتر ميمي)، الذي تنتجه «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية»، تعريج على حقبة حساسة ودقيقة من تاريخ مصر، تتمثل في اندلاع ثورة «يونيو» (2013)، واجهاضها بمجيء عبد الفتاح السيسي الى سدة الحكم. فترة سيعالجها المسلسل الشهير الذي يظهر فيه هذه المرة السيسي الى جانب الرئيس المصري السابق محمد مرسي والقائد العام السابق للقوات المسلحة المصرية المشير الطنطاوي، الى جانب ظهور مرشد الإخوان محمد بديع الذي استقدم لأجله الممثل المصري عبد العزيز مخيون. واللافت في هذه الإستعانة العودة الى مسلسل «الجماعة» (كتابة وحيد حامد-إخراج شريف البنداري) الذي شارك مخيون في جزءيه الأول والثاني، ضمن شخصيات تدور في فلك «الإخوان». فقد جسد في جزئه الأول دور رجل الأعمال التابع لـ«الإخوان» بهجت السواح، فيما ظهر بشخصية المرشد الثاني لهذه الجماعة حسن الهضيبي، في الجزء الثاني من المسلسل. ومعلوم أن العمل الدرامي الرمضاني الذي تنتجه الشركة التابعة للمخابرات المصرية، يبذل جهده لفرض سرديته التاريخية في أحداث مصر الأخيرة، والترويج لرواية النظام في هذا المجال. وهذا ما بدا في تركيز الجزء الثاني من «الإختيار»، العام الماضي، على قضية إشكالية تتعلق بفضّ «اعتصام رابعة» أو ما يعرف بـ «مذبحة رابعة» التي ذهب ضحيتها العشرات من مؤيدي «الإخوان» إبان «ثورة يونيو». ولا شك في أنّ الاستعانة بمخيون الآتي من تجربة «الجماعة» الناجحة تصبّ في إطار تعزيز السردية المصرية حيال جماعة «الإخوان» ودورهم في تلك الحقبة من تاريخ مصر.