من المبكر إعطاء رأي نهائي بمسلسل «بطلوع الروح» (تأليف محمد هشام عبية وإخراج كاملة أبو ذكري/إنتاج «صبّاح إخوان»/تطبيق «شاهد»). لكن رغم هذا، لا يمكن إلا التوقّف عند أداء وحضور منةّ شلبي التي تلعب بطولة العمل. لم تخيّب منّة آمال محبيها. فالممثلة المصرية، صاحبة تاريخ حافل بالاختيارات الصحيحة، وتأتي على رأس قائمة بنات جيلها. خاضت شلبي السباق الرمضاني الحالي متأخرةً بعدما لعبت بطولة «بطلوع الروح» الذي إنطلق عرضه الجمعة الماضي، لتدشّن تجربة جديدة في عالم الدراما الرمضانية التي تتألف من 15 حلقة فقط. لكن منّة لا يعنيها التواجد الدائم على الشاشة لمجرّد الحضور، بل تقلّب صفحات النص وتتوقّف عند كل شاردة وواردة.
بقلب قوي، إختارت شلبي نصّاً مغايراً لمَ يُعرض على الشاشات حالياً. خليط بين القضايا السياسة والاجتماعية والدينية، بعيداً عن قصص الحب والخيانة. يستعرض «بطلوع الروح» قصة فتاة تدعى روح، متزوجة من أكرم (محمد حاتم) ولديها طفل واحد. يستدرجها زوجها للسفر إلى تركيا، فتستفيق وتجد نفسها في أحد مراكز عمليات داعش الارهابي. بغمضة جفن، تنقلب حياة روح. وهنا يبدأ السيناريو بمحاولة الهرب من التنظيم، بينما زوجها يقيّد حريتها ويجبرها على البقاء.
بعيداً عن الاشكالية الدائرة حول نصّ «بطلوع الروح» سواء كان مستوحى عن أعمال أجنبية أو لا، لا يمكن إلا توجيه تحية لمنّة. لا تمثّل الأخيرة بالمعنى المتعارف عليه، بل تستسلم أمام الكاميرا. في موسم رمضاني باهت، غطّت شلبي على بنات جيلها، وأطلّت بدور فيه الكثير من الاحاسيس المتشابكة والمركّبة. فهي الأم الخائفة على وحيدها، والانسانة الخائفة من «داعش»، ناهيك بصدمتها إزاء إكتشاف حقيقة زوجها الذي تحوّل إلى إرهابي.
اطلّت منّة بدون أي مستحضرات تجميل على وجهها، أطلّت بجمالها الطبيعي من دون أي «روتوش». منّة صادقة بتمثيلها، تعطي الدور من صميم جوارحها. تترك لعينيها البوح بعلامات الخوف الذي تشعر به عند العيش مع «داعش». حتى إن انهيارات روح في المسلسل، تضعها الممثلة على ميزان مُحكم، من دون أيّ غرام اضافي أو نقصان. تدرس إنفعالاتها، فيظهر الدور طبيعياً من دون صراخ أو ميلودراما. باختصار، تعطي منّة الدور حقّه، تتنقل اليوم بين ألغام درامية لكنها واثقة بأنها صاحبة خطوات مدروسة.