بسرعة قياسية برز إسم أحمد فاخوري بين المقدمين على الشاشة الصغيرة بعدما تولى برنامج «ترندينغ» على «بي. بي. سي عربي» الذي يهتم بعرض مُحتوى شبكات التواصل الاجتماعي. لم يتنقّل المقدّم السوري في الكثير من المؤسسات الاعلامية كي ينال شهرته الحالية، بل كانت رحلته صاروخية. إنطلق في الاعلام من «التلفزيون السوري» الذي تركه إبان الحرب السورية، ولاحقاً أطل على قناة «الغد»، قبل أن يحزم حقائبه عام 2014 معلناً إنضمامه إلى قناة «بي. بي. سي. عربي». بعد إلتحاقه بـ «هيئة الاذاعة البريطانية» بدأ بتقديم الأخبار بالإضافة إلى بعض البرامج الإخبارية. وفي العام 2017، كان النجاح من نصيب فاخوري، بعدما أوكلت اليه مهام «ترندينغ» الذي يواكب الأحداث والأخبار على الصفحات الافتراضية.
كسر فاخوري نمط البرامج العادية التي تعنى بالمحتوى على صفحات السوشال ميديا، ولفت الإنتباه بلغته العربية المتقنة، ونبرة صوته الرخيم. كما طعّم فاخوري حضوره بأسلوبه في التقديم الذي يجمع بين السهولة والجديّة.
هكذا، كان المقدّم متكاملاً في موقعه، فسلك طريقاً إعلامياً من دون أن يقلّد غيره، وكان صاحب تجربة فريدة من نوعها، في وقت إختفت فيه اللغة العربية الفحصى في البرامج الترفيهية التي تواكب التطور الحاصل في عالم الميديا.
بعد قرابة ثماني سنوات من العمل في «بي بي سي عربي»، أغلق فاخوري باب القناة البريطانية أمس معلناً تركه إياه. بأسلوبه اللافت، قرأ المقدم السوري خبر إستقالته على الهواء ضمن برنامج «ترندينغ» شاكراً فريق عمله واحداً تلو الآخر. توقف الاعلامي السوري عند كل من أسهم في نجاح برنامجه، كاشفاً أنه سيطل قريباً عبر «قناة منافسة» على حد تعبيره! حقق فيديو الوداع قرابة 500 ألف مشاهدة على صفحة فاخوري على تويتر، من دون الاعلان عن وجهته الجديدة.
في هذا السياق، تكشف معلومات لنا أنّ المذيع السوري سينضم قريباً إلى قناة «الجزيرة» القطرية. وتوضح المصادر بأن القائمين على الشبكة قرروا توسيع عملهم في القطاع الرقمي، وتقديم برامج تدور في ذلك الفلك. في المقابل، يقرأ بعض المتابعين لـ «الجزيرة» خبر إنتقال فاخوري الى الشاشة التي تتخذ من الدوحة مقرّاً لها، بأنها تأتي بعد قرار القطريين بتوسيع إعلامهم، خصوصاً مع إقتراب إنطلاق «كأس العالم لكرة القدم» الذي يقام في الدوحة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. كذلك يرى بعضهم بأن قرار القطريين بتعزيز إعلامهم المرئي يأتي ضمن خطة لمنافسة «الأخوين العدوين» الاماراتيين والسعودين، وكان آخرها إطلاق «تلفزيون العربي» في الدوحة ومنصة Tod التي ستتطور مع الوقت، لتنافس تطبيق «شاهد» المنضوي تحت شبكة mbc السعودية.