اختتمت الفنانة التونسية المقيمة في بروكسل، غالية بن علي، مساء أوّل من أمس الأحد جولتها التونسية في مدينة قابس جنوب شرقي البلاد، ضمن مهرجانها الدولي بعد أن اختتمت مساء السبت «مهرجان دقة الدولي» شمالاً. من الشمال إلى الجنوب، غنّت غالية من قصائد الحلّاج وابن عربي والسهروردي المقتول، فيما سافر الجمهور عبر صوتها وإيقاعاتها إلى عوالم الشرق الساحر وبدت بفستانها الأحمر وكأنّها فراشة تغني للحب، فالحب «ديني وإيماني».
لم تتوقف غالية عن الرقص على مدى ساعتين من الوقت تقريباً، وراحت تتنقل بين الإيقاعات، في مزيج من الجاز والإيقاعات التونسية التي تفاعل معها الجمهور الذي غصّ به مسرح قابس.
غنّت بن علي أيضاً رائعة محمد عبد الوهاب «يا مسافر وحدك» بطريقتها الخاصة مع عازف العود والمؤلف الموسيقي المقيم أيضاً في بروكسل مفضل عظوم، الذي يرافقها في مسيرتها الفنية منذ ثلاثين عاماً. ومن السنغال، عازف الإيقاع هونري كواديو، ومن بلجيكا الغيتاريست فنسان نواري، ومن تونس نعيم بن عبد الله على الإيقاع وباسكال سنوك.
كذلك، قدّمت غالية بن علي أعمالاً للمرّة الأولى، من بينها «وين الهربة» (أين المفرّ) التي أهدتها إلى تونس و«ترياق» و«هيمنت». كما دعت الشاعر الشاب سيف الكريبي إلى مرافقتها على المسرح لإلقاء قصيدته. ولم تنس غالية أن تطرب الجمهور بموشّح «لمّا بدا يتثنّى» لتختتم برنامجها بأغنية الهادي الجويني (1909 ــ 1990) «لاموني اللي غاروا مني».
في حفليها بين دقة وقابس، أكدت غالية بن علي خصوصيّتها، لناحية المزيج الموسيقي والمساحة الكبيرة التي تمنحها للتراث الشعري العربي الصوفي والشعر الحديث (غنّت رباعيات صلاح جاهين).
وبعد هذين المهرجانَين التونسيّين، تستعدّ بن علي إلى جولة ستقودها إلى السنغال والولايات المتحدة.