لا يختلف إثنان على أنّ محمد رمضان شخصية مستفّزة. ولعلّ أبرز المواقف الذي ولّد فيها موجة غضب واسعة تخطّت حدود مصر، كان حين نشر صورة له وعلى وجهه ابتسامة عريضة إلى جانب المغني الإسرائيلي عومير آدام ومغرّد إماراتي خلال وجوده في الإمارات. ورغم محاولات بطل مسلسل «الأسطورة» امتصاص الغضب الشعبي بحجج مثل جهله بجنسية من التقط معهم الصور، واحترامه كل إنسان «بعيداً عن جنسه أو دينه»، إلا أنّها باءت بالفشل ليستحيل رمضان مطبّعاً من دون لبس.
وأكثر من ذلك، رغم الغضب المتصاعد، تعامل صاحب أغنية «نمبر وان» مع الأمر باستخفاف، حيث قال ساخراً إنّه سيطلب التعرف إلى جنسية من يريد التقاط الصور معه مستقبلاً.
هذه الصورة، أعادت الصفحات الافتراضية الإسرائيلية نشرها بحفاوة بالغة تحت عنوان «الفنّ دوماً يجمعنا». ومن جانبه، علّق المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي يومها بالقول: «ما أجمل الفن والموسيقى والسلام».
وفي إطار إثارته الدائمة للجدل من خلال تصريحاته ومواقفه، أعلن رمضان قبل أيام أنه يستعد لإحياء مجموعة حفلات من بينها واحدة في دمشق في 6 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وأخرى في الدوحة في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2022.
لكن «يا فرحة ما تمّت». في ظل استعداده للتوجه إلى سوريا للقاء جمهوره للمرة الأولى، خرجت نقابة الفنانين في سوريا نافية الخبر. ونشرت بياناً مقتضباً على حسابها الرسمي على فايسبوك، قائلةً: «تؤكّد نقابة الفنانين بأن لا صحة لما هو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي حول إقامة حفلة محمد رمضان في دمشق».
أما أوساط وزارة الثقافة السورية، فشددت لـ «الأخبار» على أنّها لم تصرّح حول هذا الموضوع ولا علم لها أبداً بدعوة محمد رمضان إلى سوريا لإقامة حفلة.
وعلى خطٍ موازٍ، يتردّد في العاصمة السورية على لسان بعض متعهدي الحفلات أنّ بطل مسلسل «الأسطورة» سيطلّ في أمسية في أحد أماكن السهر في منطقة باب شرقي. وتترافق هذه الأنباء مع ضجة على السوشال ميديا في أوساط السوريين، إذ رحّب كثيرون برمضان بينما اعتبر آخرون أنّه غير مرغوب فيه بسبب مواقفه التطبيعية مع العدوّ الإسرائيلي و«مستواه الفني المبتذل».
لم تنته القصة هنا. إذ شنّ ناشطون قطريون خلال الساعات الماضية هجوماً على رمضان، في سيناريو مشابه لما حدث في دمشق. هكذا، علّقت الصفحة الرسمية لـ «وزارة الثقافة القطرية» عبر تويتر، رداً على استفسارات الجمهور بشأن إقامة حفلة لرمضان، قائلةً: «نود التنبيه أن الوزارة لم تعط أيّ رخصة لإقامة الحفلة».
وعلى خطٍ موازٍ، انطلق هاشتاغ #قطر_ترفض_محمد_رمضان الذي ذيّل مئات التعليقات الهجومية على المغني والممثل المصري. إستعادت تلك التغريدات تصريحات رمضان الهجومية ضد قطر قبل نحو خمس سنوات، إثر المقاطعة السياسية بينها وبين مصر، ووقوف الأخيرة إلى جانب الرياض خلال حربها مع الدوحة. كما راحت بعض التعليقات تشنّ هجوماً على الجهات المنظّمة لسهرة رمضان في قطر، واصفةً إيّاه بأنّه «مجرد أداة في يد النظام المصري».