شهدت الندوة التي نظمتها «المكتبة الوطنية» في العاصمة التونسية، أمس الأربعاء توتّراً بسبب اعتراض عدد من الناشطين المناهضين للتطبيع على تنظيمها في مؤسسة عامة تابعة للدولة، واعتبروا في بيان اطلعت عليه «الأخبار» أنّها تشكّل «خطوة نحو التطبيع»!حملت الندوة عنوان «لنتكلم اللغات المنسية» (أي الأمازيغية الشلحة لغة البربر السكان الأصليين لتونس وشمال أفريقيا، والعبرية لغة يهود تونس)، وأقيمت بالتعاون مع «مؤسسة روزا لوكسمبورغ».
شارك فيها أساتذة من جامعات أوروبية وتونسية، أمثال جوناس سيبوني من «جامعة السوربون» الذي حاضر في «اللغة اليهودية التونسية»، وهالة مبارك (اللهجة العربية ليهود جربة). كما عُرض خلالها فيلم بعنوان «صقليو أفريقيا تونس أرض الميعاد»، بالإضافة إلى جولة في معرض «الرصيد اليهودي التونسي»...
وهو اعتبره ناشطون مناهضون للتطبيع «خدمة للصهيونية»، في حين رأى آخرون في الحدث مناسبة «علمية... والاهتمام بتاريخ اليهود في تونس أو الأمازيغ هو جزء من الاشتغال على الذاكرة الوطنية التي لا يمكن اختزالها بالتاريخ العربي الإسلامي للبلاد».
المعترضون على هذه الندوة الذين حضر بعضهم للتعبير عن موقفه، أصدروا بياناً، جاء فيه أنّ عنوان النشاط «يهدف إلى زرع الفتنة في البلاد تحت عنوان لنتكلم اللغات المنسية». وتابعوا أنّ هناك «استغلالاً لمرفق عمومي وطني مرّة أخرى لتمرير مخطط التطبيع والاعتراف بالصهيونية العالمية».
ولفت البيان إلى أنّه ورد في النص التعريفي الخاص بالندوة «لنتكلم اللغة اليهودية التونسية»، وهو ما اعتبر «اعتداء صارخاً على هوية الشعب ودستوره الجديد (اللغة العربية هي اللغة الرسمية لتونس)».
ولفت الموقعون على البيان إلى أنّ «أرض الميعاد (ترد في اسم الفيلم الذي جرى عرضه) مصطلح صهيوني معروف»، متهمين المديرة العامة لـ «المكتبة الوطنية»، رجاء بن سلامة، بـ «خدمة الصهيونية».
علماً بأنّ الاهتمام بكلّ ما يتعلق بيهود تونس على مستوى الدراسات أو الندوات أو حتى رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه في الجامعات التونسية، يثير الكثير من التحفظ بسبب العلاقة بين اليهود والكيان الصهيوني الغاصب والمحتل.