منذ أن نجح النجم خالد القيش (1977 ــ الصورة) في أبرز اختبار له خلال مشواره المهني، يوم وافق على أداء شخصية «العميد عصام» في «دقيقة صمت» (سامر رضوان وشوقي الماجري)، صار كمن كسب الرهان مدى حياته. منذ ذلك الوقت، بات يحسب الرجل على نجوم الصفّ الأوّل، ويعتبر كثيرون من صنّاع الدراما السورية أنّ وجوده بمثابة قيمة مضافة لأي عمل. يجرب القيش غالباً فهم الشخصية بمنطوقها الداخلي، ثم يقفز نحو الشكل ويترك للماكياج لعبته البارعة. فيخطو أبعد من التوقّعات، وينجز بضربات احترافية مجموعة أدوار هادئة ومتوازنة، وينتبه بدقّة كيف ينأى بنفسه تماماً عن أيّ مبالغات على حساب الرصانة الأدائية.خلال مشوار مكثّف في السنوات الأخيرة، طرح الممثل السوري أمامنا على الشاشة نماذج واقعية ناصعة، ربّما كان المشاهد أمام فرصة معاينتها حياتياً عن قرب خاصة عندما وجد نفسه في الموسم الماضي بمواجهة دور ضابط الذي يمثّل الخير في حكاية «كسر عضم» (علي صالح ورشا شربتجي) التي حصدت شعبية واسعة. فاختار أن ينتمي في لعبه هذه الشخصية إلى المدرسة التجسيدية الحديثة، التي لا تطلّب من الممثل أن يبرز أدواته من باب الاستعراض، إنّما أن يميل للعفوية المطلقة، ويظلّ هو كما في الحياة الواقعية، إلى أن تحين الفرصة المواتية حسب الحالة النفسية والدرامية للشخصية كي يظهر مفرداته الأدائية، ويقبض على إبهار مشاهديه. وهو ما فعله «الرائد مروان» خاصة عند مداهمته وكر الفساد في المدينة الجامعية!
وأخيراً، حصد خالد القيش جائزة Voice Arts Award خلال احتفال أقامته جمعية The Society of Voice Arts and Sciences (SOVAS) في كاليفورنيا، وذلك عن أدائه الشخصية الصوتية لـ «السلطان سليمان» في المسلسل التركي المدبلج باللهجة السورية «حريم السلطان» (دُبلج في استديوات شركة abc ــ عدنان حمزة).
عن هذا التكريم، يقول نجم «ياسمين عتيق» (رضوان شبلي والمثنى صبح) في حديث لـ «الأخبار»: «هذه الجائزة ليست لي وحدي بل لكلّ من عمل في مجال الدوبلاج، لأنّ هذا التعب الذي بذلناه لتعريب المسلسلات التركية والإسبانية والبرازيلية حتى تصل لكل مشاهد عربي، كان في محاولة لتقريبها صوب مجتمعنا، وقد وصلت للجمهور وحققت نجاحات كبيرة وحصد على أساسها الممثلون الأجانب شهرة في عالمنا العربي على حساب جهودنا، من دون أن تنتبه الغالبية لمن صنع الشخصية بصيغتها العربية وبصوته فقط. لذا، يبدو لافتاً أن يقام للمرّة الأولى مهرجان تكريم يخصّ مهنة الدوبلاج... وبالفعل سأعيد من خلالكم تدوير هذه الجائزة ومنحها لكل ممثل سوري عمل في هذه المهنة وصنع أحاسيساً مترفة للشخصية التي أدّاها».
أما في ما يخصّ الموسم المقبل، فسيكون القيش حاضراً في بطولة مسلسل «مال القبّان» (كتابة علي وجيه ويامن حجلي، إخراج سيف السبيعي، إنتاج «إيبلا الدولية» ــ هلال أرناؤوط وأحمد الشيخ) إلى جانب بسّام كوسا وسلاف فواخرجي وغيرهما. كما أنّه يلمح لإمكانية وجوده في مسلسل مصري تتكشف تفاصيله لاحقاً، وهو ربّما ما جعله يعتذر عن عدم أداء دور بطولة في مسلسل «صبايا 6» (محمود إدريس وفادي وفائي، إنتاج «شركة بانة» ــ عماد ضحية).