افتُتحت مساء أوّل من أمس السبت في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي وسط العاصمة التونسية النسخة الثامنة من «أيام قرطاج الموسيقية»، التي يشارك فيها فنانون من 18 بلداً. تظاهرة موسيقية تطمح لأن تكون ملتقى لموسيقات العالم بعيداً عن التصوّر التجاري للموسيقى كما أشارت مديرة المهرجان، الفنانة والجامعية درصاف الحمداني، في كلمتها.سهرة الافتتاح كانت مناسبة لتكريم الفنان التونسي الشهير الراحل رضا ديكي ديكي والفنانة علياء السلامي والفنان سليم سحّاب (الصورة). وقُدّمت في السهرة فقرات موسيقية كانت استعادة لأعمال قديمة للمكرَّمين.
وغنّت علياء السلامي ضمن مجموعة «نفس» مقطوعة من الغناء الصوفي إلى جانب أغنية summertime للأميركية إلا فيتزجيرالد، كما قدّمت مجموعة handpan عدداً من المعزوفات مثل «إنت عمري» لأم كلثوم و«سيدي منصور» من الفولكلور التونسي بتوزيع جديد.
وعلى مدى أسبوع تقريباً، سيتابع الجمهور مجموعة من العروض من تونس وسوريا والأردن والجزائر... يغلب عليها طابع البحث الموسيقي والجمع بين أنماط موسيقية من ريغي وبلوز وجاز وغيرها. وجميعها ذات توجه شبابي مثل «كهّان الكاف» و«هايد وسيك» و«رحلة تور» و«برسبكتيف» و«عنقاء» وكريم زياد و«سلام إينيتي» و«داومي» و«جدل» و«بوكلثوم».
ويهتم المهرجان أيضاً بالندوات الفكرية التي ستهتم بحقوق التأليف والملكية الفكرية والموسيقى التونسية وإمكانات التسويق، فضلاً عن ورشات عمل حول «إدارة الفنانين» و«محتوى الملفات الفنية» و«إدراج الفيديو في الإخراج المسرحي»، مع تنظيم «ماركت أيام قرطاج الموسيقية»، وهو معرض موجه إلى مختلف الفاعلين في مهن القطاع الموسيقي قصد التعريف بمنتجاتهم. وهناك معرض للآلات الموسيقية القديمة من نفائس التراث الموسيقي.
وكان هذا الحدث قد توقّف بسبب جائحة كورونا لمدة عامين، كما شهد تقطّعات في تنفيذه. ويأمل الموسيقيون من خرّيجي وأساتذة «المعهد العالي للموسيقى» أن يتواصل تنظيم هذه التظاهرة التي تحتضن أنماطاً موسيقية منوّعة.