هيأت الأقدار في السنوات الأخيرة نجومية طائلة وبطولات مطلقة للممثل السوري معتصم النهار، لكن يمكن القول بثقة بأن حضوره في المسلسلات المحلية، كان أهم بأشواط من غالبية ما قدمّه في الدراما المشتركة، عدا أن الأخيرة أطلقت جماهيريته وشهرته الواسعة على مستوى الوطن العربي. يمكن تنحية دوره في مسلسل «المنصّة» (كتابة السوري هوزان عكو وإخراج الألماني رودريغو كريشنار) عن بقية أعماله في الدراما المشتركة، ووضعه في طابق أعلى من غيره، بسبب براعته الأدائية الواضحة فيه، وجهده المبذول لصوغ شخصية مترفة بالإقناع، بعيداً عن أدواته الشكلانية ووسامته الخارجية! هذا العام وبعد غياب طويل عن الدراما السورية المحلية، سيعود النهار ليقف أمام كاميرا أحد أوائل المخرجين الذين منحوه الفرص وهو المثنى صبح في مسلسله الرمضاني «خريف عُمر» (كتابة حسام شرباتي ويزن مرتجى، شاركهما لمى عبد المجيد ويارا جرّوج، معالجة درامية رانيا الجبان، بطولة: سلوم حداد، باسم ياخور، كارمن لبّس، معتصم النهار، عبد المنعم عماري). العمل يروي قصة عمر الدالي، المحامي المتقاعد الذي وصل إلى خريف العمر، يستفيق ذات يوم على حدث مفصلي في حياته الشخصية يجعله يتخذ قراراً حاسماً بأن يبدأ رحلته الطويلة مع جردة حساب دقيقة لكلّ مراحل حياته السابقة، منتهزاً فرصة ما يعانيه من ظروف صحية متردية. هكذا، ينتبه أخيراً إلى أنّ العمر الذي أفناه تحت أقواس المحاكم لم يجد نفعاً في كثير من الأماكن، ولم تؤت جهوده القانونية أُكلها دائماً رغم ثقته بالحقائق، لكنه لم يتمكّن من تظهيرها. فيقرر أن ينزل العدل بيديه حسب رؤيته حتى ولو راح باتجاه دروب منحرفة.هكذا، سيؤدي معتصم النهار دوراً رئيسياً في العمل وهو دور الصحافي مهند شلبي. في حديثه مع «الأخبار»، يقول النهار حول هذه الشخصية: «سألعب دور الصحافي مهند شلبي الذي يتاح له حوار كبار الشخصيات وأصحاب النفوذ والأموال في برنامج تلفزيوني مباشر يعالج مواضيع تخص الفساد. لكن المحور الأساسي في العمل يدور حول قاتل متسلسل، تثير جرائمه الرأي العام، أما مهند فسيكون الشخص المُستغِل لعلاقاته كي يحقق أهدافه الشخصية والعملية في عالم الإعلام». من جانب آخر، يؤكد بطل «صالون زهرة» (نادين جابر وجو بوعيد) أن أكثر ما جذبه للمشاركة في هذا العمل هو رغبته بالحضور في دراما بلاده الخالصة إضافة إلى اسم المثنى صبح، تلي ذلك جمالية النص وشركة الإنتاج التي تتسم بالمصداقية والتعامل الأخلاقي والسخاء المادي خصوصاً «أننا أمام دراما محلية تنجز بتقنيات تنافس أهم شركات الإنتاج في العالم العربي»