موجة هرج ومرج على السوشال ميديا تصوّر مسلسل «وأخيراً» (إخراج أسامة الناصر وإنتاج شركة «صبّاح إخوان»/«شاهد» و«mbc مصر») على أنّه الرقم واحد بين المشاريع الرمضانية، ليتّضح بعد مشاهدته أن الصورة في الواقع مغايرة كلياً عن الفضاء الافتراضي.كان من المتوقّع أن يحجز المسلسل الذي يجمع قصي خولي ونادين نجيم مكانة متقدّمة في السباق الرمضاني، على اعتبار أنّ للثنائي شعبية بين محبّي المسلسلات الرومانسية، كما أنّ عملاً من 15 حلقة لا بدّ من أن يشكّل صدمة إيجابية للمشاهد من الحلقة الأولى. لكن الأسئلة بدأت تُطرح حول «وأخيراً» من اللحظة الأولى، خصوصاً لناحية القضية الأساسية التي يدور حولها، والخلاصة التي سنخرج منها.
بعد عرض نصف حلقات «وأخيراً» تقريباً، يمكن القول إنّه عبارة عن «دعسة ناقصة» على جميع الأصعدة. من الواضح أنّه تأثّر بعملية القص التي طرأت على ورقه. فقد إنطلق السيناريست السوري بلال شحادات بكتابة نص من 30 حلقة، قبل أن يقوم صنّاع المشروع باختصاره في 15 حلقة فقط، مع انسحاب شحادات لأسباب لم تعرف.
خلل ما أصاب هيكلية «وأخيراً»، فولد باهتاً أقرب إلى كليب بين عاشقين، أو فيلم أكشن درجة ثالثة. ينطلق العمل من محاولة إنتحار «خيال» (نادين نجيم) على صخرة الروشة، ولكن «ياقوت» (قصي خولي) ينقذها، فتنشأ بينهما قصة حب كليشيه! تتصاعد الأحداث بعد اختطاف «خيال» وعائلة خطيبها خلال عودتهم من نزهة. تتداخل هنا قضية الاتجار بالأعضاء بقضية مكتومي القيد وتجارة المخدرات، فتبدو أشبه بـ «خبصة».
حبكة ضعيفة وإخراج خجول. كان من المتوقع أن يكون «وأخيراً» أكثر تكثيفاً بأحداث مقنعة، ولكنّ النتيجة جاءت مفتعلة. حاول العمل أن يصوّر نادين نجيم كممثلة أكشن قادرة على «الطيران» لتسديد ضربة قاضية في وجه إحدى الفتيات التي تستفزها، مع تركيز واضح على شكل الممثلة الخارجي أكثر من أدائها، من ناحية الأكسسوارات والوشوم، من دون أن ننسى الرموش الاصطناعية التي لا تفارق وجهها.
ولم تفلح «الفذلكات»، كاختيار إسمَيْ «ياقوت» و«خيال»، في إثارة الضجة المرجوّة لغاية الآن. فهل سيحمل القسم الثاني أي تغيير؟