ازدحمت الأحلام الفنية للمخرج السوري سيف الدين السبيعي، لكن إلى أي حد يمكن أن تتحقق؟ كل ذلك يرتبط بالممول.
صاحب «الحصرم الشامي» يريد أن يحول رواية التركية أليف شفق «قواعد العشق الأربعون» إلى مسلسل تلفزيوني بسبب الحالة الدرامية المشوقة التي تكتنزها، وأهمية التطرق إلى المذهب الصوفي الذي تحاول الإضاءة عليه ويطمح أن يكتب وليد سيف السيناريو الخاص بالعمل. كما يتمنى أن يصل إلى صيغة مناسبة ليتمكن من خلالها تحويل رواية الكاتب اللبناني ربيع جابر «طيور الهوليداي إن» إلى فيلم سينمائي. أما مشروع مسلسله «حرملك»، فقد بات بعيد المنال بعد نشوب خلافات حادة بين شركة «كلاكيت» المنتجة للعمل وكاتب السيناريو خلدون قتلان بسبب نص آخر له اسمه «الخونة» كان قد باعه للشركة وتأخرت في تنفيذه، ففات أوانه. إذاً ما هو المشروع المنتظر حالياً للمخرج السوري طالما أن هامش الحرية في اختيار الأعمال التي يرغب الفنان في تنفيذها يضيق أكثر فأكثر، ويبقى القرار حبيس المحطات الفضائية والشركات المنتجة؟

في حديثه مع «الأخبار»، يشير المخرج السوري إلى أنّه أبرم اتفاقاً مع المنتج مفيد الرفاعي (شركةMR7) حول مسلسل «حب في الخندق الغميق» الذي كتبه السيناريست السوري هوزان عكو. لكن سبق أن سمعنا بأنّ القصة التي يقدمها العمل عبارة عن حكاية حب تطرح في قالب بيئي على شكل الدراما الشامية الشهيرة. يرد السبيعي: «كان مقرراً أن يقدم بهذا الشكل،
يُخرج سيف الدين السبيعي
مسلسل «حب في الخندق الغميق»

لكننا اخترنا التجريب وتقديم عمل بيئي لبناني تجري أحداثه عام 1895 في ولاية بيروت، لأنّ البلاد آنذاك كانت تشبه بعضها، وتتقاطع قصصها في أكثر من مفصل. لذا من الممكن أن تجري القصة في ولاية بيروت بدلاً من دمشق».
لكن ما هو الجديد الذي يطرحه العمل؟ يجيب مخرج «الإخوة» بأنّ الحكاية عبارة عن سير إنسانية تطرح قصص حب في منطقة الخندق الغميق. وكما هو معروف، فقد سافرت عائلات دمشقية لتسكن في هذه المنطقة مثل عائلة البندقجي وعائلة دباس، وعاشت وبقيت هناك.
لذا، فإنه من المبرر أن نتابع في القصة تفاصيل عن حياة بعض تلك العائلات الدمشقية». وهل يأخذ المسلسل على عاتقه حيز التوثيق الذي اعتاد المشاهد أن يرصده في أعمال شامية سبق أن قدمها مثل «الحصرم الشامي» و«طالع الفضة»؟
يجيب: «لا يأخذ السيناريو موضوع التوثيق على محمل الهم الجدي، بل يطرح قصة في زمن محدد من دون التطرق إلى أي أحداث تاريخية حقيقية، علماً أننا نعمل الآن على منح النص هذا البعد التوثيقي من خلال حالة البحث عن تاريخ المكان وخباياه». لكن يبدو واضحاً أن العمل لن يخرج بعيداً من إطار موضة الزمن الرائجة في تقديم قصص حب إنسانية حتى لو ابتعد من الطرح المعاصر. يرد السبيعي: «أولاً، سبق أن قلت إنّنا لم نعد نملك إلا هامشاً بسيطاً من القرار. نحن محكومون بقرارات محطات فضائية وجهات إنتاجية. ويبدو أنّه المطلوب في هذه المرحلة على وجه التحديد هو المزيد من قصص الحب في زمن الحرب ومحاولة العودة بالمشاهد إلى كلاسيكيات قصص رومانسية عساها تكون استراحة يومية قصيرة من وطأة نشرات الأخبار المثقلة بالدماء».
من جهة أخرى، يوضح مخرج «أهل الراية2» أن التحضيرات بدأت في الشركة على مستوى الملابس والديكور وتجهيز الطاقم الفني ويتوقع أن تدور كاميراته في حارات ومواقع أثرية قديمة في لبنان. أما عن النجوم الذي سيجسدون الأدوار الرئيسة في المسلسل، فيقول: «حتى الآن، تم الاتفاق المبدئي مع مجموعة نجوم سوريين ولبنانيين من بينهم قصي خولي، وسلافة معمار، ومكسيم خليل، ورفيق علي أحمد، وأحمد الزين، ومجدي مشموشي وآخرين على أن تكون الأسماء قابلة للتعديل زيادة أو نقصاناً».
فعلياً، يبدو أن بوادر الافادة من النزوح السوري إلى لبنان قد بدأت فعلياً بالنسبة إلى عدد من الشركات وبعض الممثلين. لكن إلى أي حد سيكون النجاح حليف مسلسل كان مقرراً أن تدور أحداثه في حارات دمشقية لكنه خضع للبننة؟ هذا ما سيكشف عنه العرض الأول للمسلسل في رمضان 2015.




نصوص في جعبة «كلاكيت»

يعتقد بعض المتابعين للدراما السورية بأن شركة «كلاكيت» (إياد نجار) ستتوقف عن العمل نتيجة التضخم الكبير الذي طرأ على ميزانية آخر أعمالها مسلسل «الإخوة». مع العلم أنّ الشركة امتلكت منذ فترة طويلة حقوق مجموعة كبيرة من النصوص منها «الدومري» لعثمان جحى و«حرملك» لخلدون قتلان. وكان متوقعاً أن يخرجهما سيف الدين السبيعي، إضافة إلى «الخونة» لقتلان. إلا أنّ خلافات نشأت بين الأخير والشركة بسبب تأخرها غير المفهوم في إنجاز هذا المسلسل، ما يرجح موت الأحداث كونها ترتبط بزمن آني. مع ذلك، تستعد الشركة لإنجاز مسلسل معاصر جديد بعنوان «غداً نلتقي» من كتابة الممثل إياد أبو الشامات والممثل والمخرج رامي حنا الذي سيتولى إخراج المسلسل بنفسه. ويتوقع أن يكون جاهزاً للعرض في رمضان المقبل على قناة mbc