هذا الموسم، يطلّ ميلاد يوسف للمرة الأولى بشخصية سلبية في مسلسل البيئة الشامية «طاحون الشر» (إخراج ناجي طعمي، وقصة وحوار مروان قاووق، وإنتاج «غولدين لاين») بمشاركة أبرز نجوم الدراما السورية أمثال رفيق سبيعي، ومنى واصف، وبسام كوسا، وناهد الحلبي، وصباح الجزائري، ولينا حوارنة، وليلى سمور، ووائل شرف، ولمى إبراهيم، وليليا الأطرش... تدور قصة المسلسل في فترة الاحتلال الفرنسي لدمشق، حين تعرضت حارة «الكبادة» للكثير من الصدامات التي تتخذ طابع الثأر والحبّ والجشع والطمع بالسلطة....
يعزو يوسف انجذابه إلى دور «البري»، الذي يؤديه في المسلسل، الى التناقض الذي يعتريه. يقول لـ «الأخبار»: «رغم أنّ هذه الشخصية شريرة، إلا أنّها تتمتع بجوانب انسانية، وخصوصاً ضعفها أمام علاقة حبّ تعيشها»، إضافةً الى غنى النص وتطرّقه إلى علاقات تطرح للمرة الأولى في دراما البيئة الشامية على حد قوله. والى جانب «طاحون الشر»، سيطل أيضاً في «بقعة ضوء 9». وبعد انقطاع أكثر من عشر سنوات عن الدراما التاريخية منذ «الزير سالم» (2000) لحاتم علي، ها هو يستعدّ لمسلسل «رابعة العدوية... العشق الإلهي» لرمضان 2013، إذ يجسّد دور والد المتصوّفة الشهيرة. لكنه يشير الى أنّه يفضّل دراما البيئة الشامية وتلك الغنية بالعلاقات الاجتماعية والعاطفية «لكن العمل ضخم ونصه مكتوب بطريقة مبسطة أقرب الى الأعمال الاجتماعية منه الى التاريخية».
وحين نسأله عن مشاركاته القليلة هذا العام، يجيب بأنّ العمل طاقة «وهلقد طاقتي هذا العام»، مشيراً الى أنّه اعتذر عن العديد من المسلسلات، لكنّه ينفي أن يكون «ثنائيات الكرز» منها. ويوضح أنّ المسلسل الذي كتبه محمد ماشطة ويخرجه نجدت أنزور، تأجّل إلى رمضان 2013 ويستعرض قصص ستّ عائلات من مختلف الطبقات، وتتمحور أحداثه بين دمشق وبيروت وحمص واللاذقية. وينفي أيضاً ما تردد عن البدء بإعداد «باب الحارة» بجزءيه السادس والسابع، موضحاً أنّه «لا معطيات في الأفق تشير الى ذلك».
يرى يوسف أنّ الدراما السورية بخير رغم الظروف التي شهدتها الشام، معتبراً أنّ إنتاج 23 عملاً نوعياً في العام أفضل من انتاج 50 مسلسلاً عادياً. ويكمن «النوعي» بنظره في التنوع الذي تقدمه الدراما السورية، وطرحها مواضيع جديدة. ولا يخفي أنّه «متعصب للدراما السورية» محدّداً عناصر نجاحها بأنّها دراما متجددة، قائمة على التحدي و«لا يمكن لأي قناة النجاح من دون عرض مسلسل سوري واحد على الأقل في كل موسم رمضاني».
وعن رأيه في مشاركة الممثلين السوريين في الدراما المصرية، يقول «هو لقاء فني مشروع تحاربه الصحافة الصفراء في الوطن العربي»، مؤكداً أنّ استقطاب أي ممثل سوري الى مصر هو دليل على نجاحه، لكنّه يوضح أنه لا يجوز للممثل السوري أن يكون «نسخة عن ممثلين مصريين، بل ينبغي تقديمه بشخصيته السورية، لأنّ التنوع يخلق حالة فنية مبدعة».
ويعبّر عن استيائه من زخم المسلسلات في رمضان، واصفاً الأمر بـ«المحرقة الدرامية». ويعتبر أنّ الكثير من الأعمال ظُلمت بفعل هذه «المحرقة»، داعياً الجهات الإعلانية التي يراها قائدة الحركة الدرامية الى «إنشاء موسم جديد خارج رمضان». ورغم رفضه الخوض في أي حديث عن الأوضاع السياسية في سوريا، الا أنّه يختم بالقول: «نحن متفائلون. الشعب السوري يحبّ الحياة، وسوريا ستخرج من الأزمة أقوى، وبحلّة جديدة».



«طاحون الشرّ» على «الجديد» في رمضان