إنه الموعد السنوي للأفلام الألمانية في بيروت ضمن «أسبوع الفيلم الألماني» الذي ينظّمه «معهد غوته» في بيروت بالتعاون مع «جمعية متروبوليس». على برنامج الدورة الخامسة تسعة من أحدث الإنتاجات الألمانية، ستنطلق عروضها عند الثامنة من مساء الليلة مع «ثلاثة أيام في كويبيرون» للمخرجة الإيرانية إملي عاطف (بحضورها)، حول حياة النجمة الراحلة رومي شنايدر وتستمر حتى 23 أيلول (سبتمبر) الحالي في «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية ــ بيروت). يقدّم البرنامج سيرة أخرى، لكن للرسامة الألمانية باولا بيكير في شريط «باولا» لكريستيان شووتشاو. ألمانيا بين الماضي، وبين الحاضر الذي وجدت نفسها لاعباً أساسياً فيه من بوابة اللاجئين، تلهم عدداً من الأفلام مثل الشريط الكوميدي «أهلاً بكم في ألمانيا» لسيمون فيرهوفن ورائعة فاليسكا غريزباخ بعنوان Western الذي تطأ فيه عالم الذكورة والرجولية في رحلة رعوية على الحدود الشرقية. بين الوثائقي والروائي، يلجأ المخرجون إلى أنماط سينمائية مختلفة مثل الوسترن وأفلام الطريق، والسيرة، والكوميديا، والطروحات البصرية الجمالية، والتشويق. يظهر الأسبوع بعض التجارب الأولى لمخرجين صاعدين يكشفون عن المشاعر البشرية مثل التعاطف كما في In the Aisles توماس ستوبر وThis Crazy Heart لمارك روتموند (22/9). في «الحديقة» (18/9) ترجعنا صونيا كرونر إلى فترة السبعينيات عبر دراما عائلية مشوّقة، فيما تدور باكورة إلكر شاتاك الصاخبة Once upon a Time in Indian Country حول الحياة العنيفة لمراهقين يسكنون في أحد ضواحي هامبورغ البائسة، حيث يعرض الشريط في نادي AHM (واجهة بيروت البحرية) تليه حفلة موسيقية (20/9 ــ س: 19:30). من ألمانيا إلى بيروت مع وثائقي «طعم الاسمنت» للمخرج السوري زياد كلثوم، الذي يعدّ أحدث أعماله بعد «الرقيب الخالد» الذي صوّره سرّاً بكاميرا هاتفه خلال خدمته العسكرية في سوريا عام 2013. في شريطه الجديد الذي استقبل بحفاوة في المهرجانات العالمية والعربية، تنقسم كاميرا كلثوم بين عمال البناء السوريين في العاصمة اللبنانية وبين بيوتهم المهدّمة بفضل الحرب في سوريا. وكما درجت العادة كل سنة بالاحتفاء بأحد وجوه سينما البلاد، يوجه المهرجان تحية إلى الممثّلة هانا شيجولا (1943) عبر استعادة أربعة من أشهر أفلامها. هكذا يعرض فيلمي راينر فيرنر فاسبيندر Beware of a Holy Whore و«الجيل الثالث»، كفرصة لإعادة مشاهدة تحفتين من فترة السبعينات للمخرج الألماني الاستثنائي. كذلك، سيعرض فيلم «فاوست» للروسي ألكسندر سوكوروف الذي شاركت فيه شيجولا تمثيلاً، كما شاركت في «حافّة الجنة» للتركي الألماني فاتح آكين الذي يختتم المهرجان. على هامش «أسبوع الفيلم الألماني»، تحتضن «متروبوليس» ندوة «قصص صوتية للحواسّ» حول تأليف الموسيقى التصويرية والصوت في الأفلام الوثائقية عند الخامسة من عصر السبت 15 أيلول. تحت إدارة الصحافي في جريدة «ديلي ستار» جيم كويلتي، ستشارك في اللقاء، مجموعة من الموسيقيين والفنانين العاملين في الميكساج وتصميم الصوت هم بيتر ألبرختسن، ورنا عيد وفلوران لافاليه ونديم مشلاوي

* «أسبوع الفيلم الألماني ــ 5»: بدءاً من الثامنة من مساء اليوم حتى 23 أيلول (سبتمبر) ــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الاشرفية ـ بيروت) ونادي AHM (واجهة بيروت البحرية). للاستعلام: 01/204080


البرنامج

«ثلاثة أيام في كويبيرون» ــ إملي عاطف
20:00 مساء اليوم



تعيد إملي عاطف بناء فصل من حياة النجمة الألمانية رومي شنايدر في فيلمها «ثلاثة أيام في كويبيرون» (115 د) الذي حاز «جائزة لولا الذهبية» لأفضل فيلم ألماني هذه السنة. تستند المخرجة الفرنسية الإيرانية إلى مقابلة أجرتها شنايدر (1938 ــ 1982) في فترة مضطربة من حياتها مع مجلّة «ستيرن»، رافقتها جلسة تصوير لثلاثة أيام مع المصوّر روبرت لبيك. في أحد منتجعات كويبيرون، حيث كانت تقيم في تلك الفترة، التقط لبيك لها صوراً صارت أيقونيّة إثر رحيلها بعد حوالى سنة تقريباً من المقابلة. تخضع السيرة الدرامية للاضطرابات التي كانت تعانيها شنايدر، منها الإدمان على الكحول، في محاولة منها لتجاوز انتحار زوجها الأوّل وانفصالها عن شريكها الثاني، وصراعها للحصول على حضانة ابنها.

Western ــ فاليسكا فريزباخ
14/9 ــ س: 20:00



المخرجة الألمانية فاليسكا فريزباخ مقلّة ومتأنية في إخراج أفلامها. بعد Be My Star عام 2002، و«شوق» (2006)، سنشاهد أحدث أفلامها Western الذي عرض في «مهرجان كان السينمائي» العام الماضي. لم يجد بعض النقاد مبالغة في وصف شريطها الروائي الطويل (121 د ــ 2017) بأنه فيلم العام. يحيل العنوان إلى نمط الوسترن الأميركي، إلا أن المخرجة تشقّ طريقها إلى عالم الذكورة والرجوليّة عبر الرعويّة. تشتغل فريزباخ مع ممثلين غير محترفين لتأدية أدوار عمال بناء ألمان، ينتقلون بخيولهم إلى ورشة بناء باتجاه الشرق على الحدود بين بلغاريا واليونان. ضمن قالب مشحون يجمع بين العمال الألمان وسكان قرية مجاورة، تنكأ المخرجة أسئلة حول التعصّب والوفاء وفوبيا الغريب، في ما يبدو مرآة لأوروبا وأزماتها المعاصرة.

«أهلاً بك في ألمانيا» لسيمون فيرهوفن
15/9 ــ س: 20:00



يحيل شريط «أهلاً بكم في ألمانيا» (116 د ــ 2016) إلى قرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل باستقبال بلادها أعداداً كبيرة من اللاجئين عام 2015. يلجأ المخرج سيمون فيرهوفن إلى الكوميديا في تناوله لأزمة اللجوء العالميّة وتلقيها من قبل الشعب الألماني. بعد فترة من الاستعانة بالكحول لتبديد شعورها بالوحدة والفراغ، تقرّر المعلّمة المتقاعدة أنجيليكا استقبال لاجئ نيجيري يدعى ديالو للانضمام إلى بيت العائلة في ميونخ. انقسام الزوج والأولاد حول الموضوع، يبدو رمزية للموقف الشعبي الألماني الذي يراوح بين التعاطف وبين عدم الثقة. يتخذ المخرج من فيلا العائلة نموذجاً مصغراً عن ألمانيا، مستعيناً ببعض التنميطات الاختزالية التي يتبادلها الطرفان في ظل ظهور التنظيمات الإسلامية المتشدّدة مثل «بوكو حرام»، و«داعش» والنازيين الجدد في أوروبا.

«طعم الاسمنت» ــ زياد كلثوم
16/9 ــ س: 20:00



لا ثرثرة تعلو فوق صورة «طعم الاسمنت» (85 د ــ 2017) لزياد كلثوم. في شريطه الوثائقي الجديد بعد «الرقيب الخالد»، يمنح المخرج السوري الصورة بأكملها للعمّال السوريين الذين يقامرون بحيواتهم من أجل إعمار مباني بيروت. هنا، تنقلب المقولة: فاقد الشيء يعطيه. يلتقط كلثوم التناقضات الصارخة لهذه الحالة، ضمن طرح بصري جمالي لا ينفكّ عن طرح تساؤلات حول معنى الإعمار والحرب والأرواح التائهة بينهما. تتنقّل الكاميرا من أعالي بيروت إلى ما تحت أرضها. في المساء، يشاهد العمال بلادهم تتهدّم على الشاشات داخل أقبية يحتّم عليهم البقاء فيها، كما تحذّر اللافتات المعلّقة في بعض الشوارع اللبنانية السوريين من الخروج بعد السابعة مساء. رغم ذلك، يعتلون منذ الصباح الأبنية لإعمار العاصمة اللبنانية التي شهدت بدورها حرباً في السابق.

تحية إلى هانا شيجولا


بعدما احتفى العام الماضي بالمغنية والممثلة الألمانية الراحلة مارلين ديتريش، يوجّه المهرجان في دورته الخامسة تحيّة إلى الممثّلة هانا شيجولا (1943) عبر استعادة أربعة من أشهر أفلامها. تركّز الاستعادة على فترة عمل شيجولا مع المخرج الألماني راينر فيرنر فاسبيندر في السبعينيات، عبر عرض فيلميه Beware of a Holy Whore (16/9) و«الجيل الثالث» (22/9)، ما يتيح فرصة لإعادة مشاهدةa أبرز أفلام المعلّم الألماني الاستثنائي. بالاضافة إلى فاسبيندر، عملت شيجولا مع أهم المخرجين العالميين مثل الروسي ألكسندر سوكوروف في فيلمه «فاوست» (21/9)، وصولاً إلى الاشتغال مع التجارب الحديثة مثل التركي الألماني فاتح آكين في «حافّة الجنة» (23/9) الذي يعرض أيضاً في المهرجان.

In the Aisles ــ توماس ستوبر
17/9 ــ س: 20:00



يجد كريستيان عالمه الجديد في أحد متاجر ألمانيا الشرقية حيث يعمل. سيتوسّع المكان بعد لقائه بماريون التي تعمل في قسم الحلويّات، فتنشأ بين الاثنين علاقة عاطفية. يقدّم المخرج الشاب توماس ستوبر قصة حميمية واقعيّة في شريطه In the Aisles، تنشأ بين عاملين يقضيان معظم أيامها بين ممرات ورفوف المتجر. الفيلم الدرامي (125 د ــ 2018) الذي يستند إلى قصّة للكاتب الألماني كليمنس ماير، يلقي نظرة عميقة على المشاعر الإنسانية والتعاطف والحب وغيرها من المشاعر التي تربط العمال بين بعضهم وبين الحبيبين. لا تترك الحبكة هذا السيل من المشاعر متدفّقاً. إذ تقرّر ماريون المتزوّجة ترك العلاقة كما هي، ما يخلخل الحياة الهادئة والروتينية للشاب كريستيان، الذي لن يتمكّن من مقاومة رغبته باقتحام بيتها وحياتها العائلية.

«باولا» ــ كريستيان شووتشاو
19/9 ــ س: 20:00



لم تنل لوحات باولا بيكر (1876 ــ 1907) تقديراً جماهيريّاً ونقديّاً إلا بعد وفاتها. صعوبات ورحلات كثيرة كادت أن تطيح بالحلم الذي رافقها طوال حياتها، بأن تتفرّغ للرسم. في شريطه «باولا» (123 د ــ 2016) يستعيد المخرج الألماني كريستيان شووتشاو سيرة الرسامة التي اعتبرت لاحقاً من أهم مؤسسي المذهب التعبيري في الفن. تتسع هذه السيرة الدرامية الملوّنة والحيوية لمعظم المحطّات في حياة باولا القصيرة: ولادتها في مدينة درسدن، وانتقالها إلى بريطانيا لدراسة اللغة الإنكليزية، ثمّ عودتها إلى البلاد مجدّداً لتصبح معلّمة، وفق رغبة والديها، قبل أن تتخذ القرار المصيري لاحقاً بالسفر إلى باريس. في كل هذه المحطّات بقيت الوحدة هي الرفيق الأقرب إلى باولا التي كان عليها أن تواجه العقبات الذكورية في عالم الفن.

Once upon a Time in Indian Country ــ إلكر شاتاك
20/9 ــ س: 19:30 ــ (في AHM ـــ واجهة بيروت البحرية)



يستوحي المخرج الألماني إلكر شتاك باكورته الروائية الطويلة (97 د ــ 2017) من رواية للكاتب نيلس موهل بالعنوان نفسه. الصورة في Once upon a Time in Indian Country، تجاري الإيقاع السريع لحياة مجموعة من الشبان والشابات اليافعين. الصخب والألوان والموسيقى كلّها تجعل من الفيلم فيديو فنياً وموسيقياً متدفّقاً يضع شتاك في شريطه عناصر عنيفة في حياة الشبان منها الملاكمة والأحياء البائسة في ضواحي هامبورغ، ورحلات الطريق، والجريمة والعنف وعالم الموسيقى والمخدّرات. ثمّة حالة من الغضب والتمرّد المراهق في الفيلم الذي يتبع رحلة شاب في السابعة عشر من عمره يدعى ماوزر، يجد نفسه أمام جريمة عائلية خلال فترة استعداده لخوض مباراة ملاكمة بالغة الأهمية بالنسبة إليه.