نظراً إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وبالتزامن مع الانتفاضة اللبنانية التي لا تزال مستمرّة في بيروت والمناطق، تأجّل موعد «مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية» الذي كان مقرّراً أن يبدأ في الأيّام الأولى من شهر تشرين الثاني (نوفمبر). مثل مؤسسات ثقافية وفنية عديدة في العاصمة، أبرزها «سينما متروبوليس» التي كانت قد احتضنت عروضه في السابق، تأجّل المهرجان السينمائي شهراً كاملاً. لكن الخيار الأخير للمنظّمين، تمثّل في حصر البرمجة في بيروت كخطوة أولى، تحديداً في «الجامعة الأميركيّة في بيروت» حيث ستنطلق الدورة الخامسة من المهرجان عند السابعة من مساء اليوم، على أن تعلن برمجة المناطق والجامعات اللبنانية المختلفة لاحقاً، بحسب الظروف. برنامج «الجامعة الأميركية في بيروت» (قاعة بطحيش) الذي يستمرّ حتى 13 كانون الأوّل (ديسمبر)، سيعرض 12 فيلماً وثائقياً قصيراً وطويلاً من بين 54 شريطاً لهذه السنة. المنظّمون ومؤسّسو المهرجان اختاروا مجموعة من أحدث وأجدد إنتاجات السينما الفنية الوثائقية التي ستعرض مجاناً، والتي ستفتتح مع وثائقي حول أشهر لوحات ليوناردو دافينشي بعنوان «ليوناردو ــ الأعمال». تراوح الأفلام بين سِيَر نجوم ومخرجي الفن السابع، والتجارب الفنية والشخصية لأشهر الرسامين، وبورتريهات للأمكنة والمؤسسات الثقافية مثل «دار الأوبرا في فيينا». هناك أيضاً مساحة للموسيقى ولموسيقى الميتال تحديداً، وإضاءة على سِيَر مصمّمي رقص عالميين وأفلام أخرى تتنوّع أساليبها وتقنياتها التصويرية، وإخراجها الذي يحوّل بعض الأشرطة إلى أعمال فنية قائمة بذاتها. هنا اخترنا مجموعة من أهم الأفلام على برنامج بيروت:
*«مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية ــ 5»: 19:00 مساء اليوم حتى 13 كانون الأوّل (ديسمبر) ــ «الجامعة الأميركية في بيروت» (قاعة بطحيش). للاستعلام: 01/497494

من البرنامج

«مطاردة الفايكينغ: 25 سنة في عين العاصفة» ــ فيل واليس
13/12 ـــ س: 15:30


يقدّم المهرجان محطّة لموسيقى الميتال مع شريط وثائقي حول الفرقة السويدية Amon Amarth. بمناسبة مرور 25 سنة على إطلاقها، يستعيد فيلم «مطاردة الفايكينغ: 25 سنة في عين العاصفة» (102 د ــ 2018) لفيل واليس تجربة الفرقة السويدية بدءاً من تأسيسها عام 1992. يتضمّن الشريط مشاهد من كواليس حفلاتها في أكبر المهرجانات العالمية، ومقابلات مع أعضائها الخمسة، بالإضافة إلى مقابلات مع جمهور الفرقة الذي يعدّ جزءاً أساسياً من عروضها وحفلاتها الصاخبة. يتوقّف الفيلم عند أبرز محطّاتها، ويغوص في خلفيتها الموسيقية المأخوذة من ثقافة وأساطير الفايكينغ. يحجز العمل مساحة وافرة لموسيقى وأغنيات الفرقة من خلال عرض مقاطع من حفلاتها الحيّة في أشهر المهرجانات العالمية والأوروبيّة.

«جون فورد، الرجل الذي صنع أميركا» ــ جان كريستوف كلوتز
10/12 ــ س: 19:00


يتجاوز فيلم «جون فورد، الرجل الذي صنع أميركا» (52 د ــ 2019) لجان -كريستوف كلوتز الصورة التي صنعها جون فورد (1894 ــ 1973) على الشاشة عن أميركا. رغم توقّفه عند أشهر أفلام الويسترن للمخرج الأميركي الراحل الذي حصد خمس جوائز «أوسكار»، فإن كلوتز يبدو مشغولاً أكثر بالأساطير والأبطال، والأحلام والخيبات التي صوّرها فورد عن أميركا. يرسم الوثائقي بورتريهاً لفورد، وللروح الأميركية التي ابتكرها ورسّخها في السينما كما لم يفعل أحد من قبل. لكن الشريط لا يبقى متسمّراً في الماضي، بل يستكشف الطبقات الكثيرة ما بين أفلام فورد التي بلغت 150 فيلماً، واضطرابات أميركا الحالية.

«هيتشكوك السرّي» ــ لوران إيربييه
10/12 ــ س: 20:20 مساء


ليست المرّة الأولى التي يتمّ فيها تناول سيرة ألفرد هيتشكوك سينمائياً. بعد الفيلم الروائي «هيتشكوك» (2013)، الذي أدّى بطولته أنطوني هوبكينز حول محطّات من سيرة معلّم الرعب والتشويق البريطاني، يدخل المخرج الفرنسي لوران إيربييه حياةَ هيتشكوك في فيلمه «هيتشكوك السرّي» (52 د ــ 2019). من خلال عيني زوجته وشريكته في كتابة أفلامه ألما ريفيل، يقدّم الشريط نظرة حميمية ونقدية في الوقت نفسه إلى هيتشكوك وحياته الفنية والشخصية، بالاستناد إلى السيرة التي كتبها باتريك ماكغيليغان، وإلى شهادة ابنتهما، فيما يسلّط الضوء أيضاً على دور ألما التي كتبت أشهر أفلام هيتشكوك، والتي ظلّت مخبأة خلف هالته التي جذبت الكاميرا والإعلام.

«ليوناردو، الأعمال» ــ فيل غرابسكي
س: 19:30 مساء اليوم


يبدو الفيلم كمعرض متحرّك لأهم لوحات ليوناردو دافنشي (1452 – 1519). في شريط الافتتاح «ليوناردو، الأعمال» (85 د ــ 2019) تدور كاميرا المخرج البريطاني فيل غرابسكي بين مدن عدّة لملاحقة لوحات المعلّم الإيطالي. بين لندن، وفلورنسا وباريس وسانت بطرسبرغ، يدخل الفيلم إلى المتاحف والغاليريهات العالمية للبحث عن أبرز أعمال دافنشي. مدراء متاحف، ومؤرخون وقيمون فنيون سيتحدّثون عن أساليب وأهمية أشهر لوحاته مثل «الموناليزا»، و«العشاء الأخير»، برفقة لقطات ومشاهد بتقنيات عالية تُدخلنا إلى أعماق اللوحة وجمالياتها.

«مراد مرزوقي: خيميائي الرقص» ــ إليز دربلاي
13/12 ــ س: 19:00


يحتفي المهرجان بتجربة المصمّم والراقص الجزائري الفرنسي مراد مرزوقي في فيلم «مراد مرزوقي: خيميائي الرقص» (52 ــ 2018). يفرج العمل عن خلفية مرزوقي وتأثراته الفنية في صناعة أعماله الراقصة، التي أوصلت الهيب هوب إلى أهم المسارح العالمية في البلدان التي زارها وأدّى فيها عروضه طوال عشرين عاماً. يدخل الفيلم إلى العولم الداخلية والخطوات الأولى التي يسلكها مرزوقي في بناء وتصميم عروضه، إلا أنه يركّز تحديداً على عمله «فيرتيكال» الذي تحدّى فيه مرزوقي الجاذبية عبر أجساد الراقصين، مقدّماً رقصة عموديّة، تتشابك فيها الأجساد، في توجّه بصري جمالي أيضاً يعتمد على فنون السيرك والهيب هوب. بعد الفيلم، يعرض المهرجان الشريط المصوّر لعرض «فيرتيكال» (72 د ــ 2018) الكامل على الشاشة (س: 20:05).

«كواليس دار أوبرا فيينا» ــ ستيفانوس دومانيغ
9/12 ـــ س: 19:00 مساء


لا يتهرّب «كواليس دار أوبرا فيينا» (95 د ــ 2019) لستيفانوس دومانيغ، من الأضواء المسلّطة على خشبة «دار أوبرا فيينا»، بقدر ما يركّز الشريط الوثائقي على كواليس هذا المكان العريق، هندسياً وتاريخياً. فضلاً عن اللقطات التي تظهّر جمالية الدار التي عمّرت خلال القرن السابع عشر، وأضواءها ومقاعدها وسقفها، فإن الشريط يتتبّع العاملين وراء الستائر، ورحلات صناعة الأعمال الفنية الراقصة والأدائية والموسيقية التي تحتضنها دار الأوبرا. وبتصويره العاملين والتقنيين والمؤدّين والأجزاء الخلفية، والغرف الداخلية وروتينها اليومي، ثمّة طاقة وحركة تتدفّقان من الشريط، هما اللتان تصنعان جماليته البصريّة والموسيقية.

«باستر العظيم ــ احتفاليّة» ــ بيتر بوغدانوفيتش
6/12 ــ س: 19:05 مساء


يحتفي «باستر العظيم ــ احتفاليّة» (102 د ــ 2018) لبيتر بوغدانوفيتش، بحياة الكوميدي والممثل الأميركي باستون كيتون (1895 ــ 1966). يرافق الشريط سيرته منذ بدايته مع نمط «الفودفيل» الترفيهي، وصولاً إلى أفلامه الكوميدية التي أخرجها وأدّى بطولتها بأسلوبه الكوميدي الذي أطلق عليه سلفادور دالي «أسلوب لا فني»، وصولاً إلى النكسات التي حلّت في حياته. يلجأ المخرج والمؤرّخ السينمائي بوغدانوفيتش إلى مقابلات مع مخرجين مثل كوينتن تارانتينو وفيرنر هيرتزوغ وآخرين ممن يتكلّمون عن تأثير كيتون على الكوميديا الحديثة والمعاصرة، وعلى السينما بشكل عام.

«ديغاس: توق إلى الكمال» ــ ديفيد بيكر ستاف
11/12 ــ س: 20:00


بين المكان الحقيقي، والمكان الافتراضي في اللوحات، يبني فيلم «ديغاس: توق إلى الكمال» (85 د ــ 2018) شيئاً فشيئاً حياة الرسام الفرنسي إيدغار ديغاس (1834 ــ 1917). تتنقّل كاميرا المخرج ديفيد بيكرستاف بين شوارع باريس، و«متحف فيتزويليم» في كامبريدج الذي يملك أكبر مجموعة من لوحات ديغاس الفنية في بريطانيا. يستند الشريط إلى النصوص التي كُتبت عن ديغاس من قبل المقربين منه، إلى جانب رسائل كتبها الفنان نفسه، للغوص في العقل الفني لديغاس، وفي تقنياته التجريبية حينها، وتلك التي نهل فيها من تجارب فنانين سابقين. لا يتّسع هذا البورتريه البصري الساحر للنجاحات فحسب، بل يظهّر أيضاً محطات الإخفاق والفشل في رحلته نحو الكمال عبر لوحته التي جعلته أبرز فناني القرن التاسع عشر في فرنسا.