الشريط يتناول عقوبة الإعدام في إيران، من خلال المنفّذين المباشرين، والموظفين القدماء والمجنّدين الشباب الذين يضغطون الزر أو يسحبون السطل من تحت المدانين. يُعطي هذا الهيكل السردي لروسولوف منهجاً واضحاً: تقديم جوانب مختلفة من ظاهرة اجتماعية محدّدة ودراستها، وكذلك تقديم القصص الفردية ورعب القتل المهني. يمكن قراءة فيلم رسولوف بطريقة مباشرة، لكنّ حنكة المخرج السينمائية تترك عن عمد الموضوع الكبير الذي نتكلّم عنه، لتنظّم من حوله قراءات وأحداثاً غير واضحة. (راجع «الأخبار» ــ عدد 2 آذار/ مارس 2020). ومن لبنان حيث ما زال يعرض في الصالات، يُعرض فيلم وليد مونّس «1982» الذي يقدم رؤية للحياة بعيون الأطفال وصراع الحروب بعيون الكبار. واقع صراع لا يرحم من وجهة نظر مدنيين عالقين في الوسط، وحيل دفاعية ودروع وخيال أطفال يحمون به أنفسهم. حالة حب، وورقة رسم، ورسائل حب مجهولة. الفرق بين عالم الصغار وعالم الكبار. الفرق بين الفن والحب والرسم والحرب. هذا الفرق هو قصة فيلم «1982»، عن أولاد يحاولون مقاومة الحرب باللعب والحبّ (راجع «الأخبار» ـ عدد 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2020). ومن حروب لبنان إلى حروب العراق، يعرض «شارع حيفا» للمخرج مهند حيال. تدور أحداث الشريط عام 2006 في بغداد، وتحديداً في شارع حيفا، أحد أخطر الأماكن التي تعاني من العنف والحرب الأهلية. وللسودان حصة مع عرض فيلم نال نصيبه من الضوء والحفاوة هذه السنة. إنه باكورة الروائية الطويلة لأمجد أبو العلا «ستموت في العشرين» الذي توّج بجائزة أسد المستقبل في «مهرجان البندقية السينمائي» عام 2019. من السودان أيضاً، يقدّم صهيب قسم الباري فيلمه الوثائقي «الحديث عن الأشجار». يلاحق الشريط أربعة مخرجين سودانيين كانوا سابقاً من مؤسسي «نادي السينما السوداني»، يريدون إعادة فتح سينما قديمة في الهواء الطلق. يرافقهم المخرج صهيب قسم الباري، مصوّراً مهمتهم الصعبة، وشبه المستحيلة، لكنهم يحاربون من أجل شغفهم، فيما المخرج يصوّرهم في خطواتهم وتخطيطاتهم وكلامهم مع الرواد وسكان المنطقة عن السينما والثقافة والحياة (راجع «الأخبار» ـ عدد 27 كانون الثاني/ يناير 2020).
«بين الجنة والنار» عن قصة طلاق يتداخل فيها التاريخ الشخصي والسياق السياسي في فلسطين
إلى جانب الأفلام العربية، يعرض المهرجان مروحة من الأفلام العالمية على رأسها فيلم عرّاب السينما الأوروبية اليسارية. إنّه طبعاً كين لوتش الذي سيشاهد الجمهور الفلسطيني فيلمه «عفواً، لم نجدكم». يدخل الشريط في ظروف العمل الصعبة التي ينوء تحتها أولئك الذين يُعرفون بـ «العاملين لحسابهم الخاص». نساء ورجال وجدوا في العمل الحر و«ريادة الأعمال» وسيلة جديدة للعبودية، مع وهم أسلوب الحياة القائم على حرية الإدارة التي تنبثق من العمل الحر. في «عذراً لم نجدكم»، لا يكرر لوتش الصيغة المعتادة والصرخة العالية التي اعتدناها في أعماله، بل يأخذنا أيضاً إلى مستويات لا تُنسى من الحدّة والتشويق. هذه المرة الضحية هي مفهوم «ريادة الأعمال» في سياق الرأسمالية الحالية. (راجع «الأخبار» ــ عدد 5 آب/ أغسطس 2019). ومن فرنسا، يُعرض «أليس ورئيس البلدية» للمخرج الفرنسي نيكولاس باريز. الشريط الذي شارك في تظاهرة «أسبوعي المخرجين» في «مهرجان كان 2019»، هو فيلم سياسي لكن في قالب كوميدي. يعرض أيضاً الفيلم الطويل الأول للمخرج الأميركي ميراوي غيريما «بقايا» عن مخرج طموح يعود إلى مدينته واشنطن، ليجد أن حبه القديم قد تغير هو وسكانه تماماً. ومن تركيا، يشارك «حكاية الأخوات الثلاث» للمخرج أمير آلبير. الشريط الذي شارك أيضاً في «مهرجان برلين» عام 2019، يقدم نوعاً من القصص الشعبية، في جبال تركيا، في منزل عائلي يستحيل سجناً للأخوات الثلاث. كما يعرض «دار الأيتام» للمخرجة الأفغانية شهربانو سادات، الذي شارك في «أسبوعي المخرجين» عام 2019. فيلم تدور أحداثه أثناء الوجود السوفييتي في أفغانستان. وسيتاح للجمهور الفلسطيني مشاهدة عمل أحد رواد السينما الصينية، وانغ هياوشواي. «غبت طويلاً يا بني» شريط عن حياة أسرتين على مدار ثلاثة عقود من الاضطرابات السياسية والاجتماعية والسياسية في الصين.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا