يحب الاميركيون القصص التي يرتقي فيها الأشخاص نحو النخبة من الأسفل بفضل العمل الشاق والمثابرة. إنها طريقة تبيع فيها هوليوود «الحلم الأميركي» لنا. ولتوصيل هذا الحلم، بطريقة بسيطة ومريحة، تلجأ شركات الإنتاج إلى الأفلام الرياضية. لطالما نقلت السينما قصص الرياضيين الطموحين ومدربيهم، وفيلم جيريميا زاغار «صخب» (2022) لا يختلف كثيراً. في «صخب»، لدينا لاعب كرة سلة يريد الوصول إلى الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين (NBA). ولبلوغ الحلم، يحتاج إلى جرعة كبيرة من المثابرة والمعاناة، وكذلك إثبات الذات والسلوك الصحيح. لهذه المناسبة، لاعب كرة السلة المحترف خوانشو هيرنانغوميز يلعب دور بو كروز، الشاب الذي يحلم بلعب كرة السلة في أميركا. ولذلك يساعده كاشف المواهب ستانلي شوغرمان (آدم ساندلر) مع وجوه كثيرة مثل روبرت دوفال وبن فوستر وكوين لطيفة والعديد من الوجوه الجديدة والقديمة الشهيرة في عالم كرة السلة. «صخب» فيلم رياضي مليء بالرسائل المبتذلة حول عدم الاستسلام ومطاردة الأحلام وتمارين كرة السلة الممزوجة بالدراما العائلية.
جرعة كبيرة من العاطفة والشعبوية


إذا كنت من محبي كرة السلة، يمكن للفيلم أن يسعدك بسبب العدد الكبير من مشاهير اللعبة في الفيلم، من بينهم اللاعبون والمدربون وحتى المعلّقون. لذلك ليس من المستغرب أن يكون اللاعب ليبرون جيمس مشاركاً في الإنتاج، وأيضاً ليس مستغرباً أن يكون آدم ساندر بطل القصة لأنه يحب اللعبة جداً. القصة بسيطة وقديمة قدم الكوكب، يمكن التنبؤ بها من الدقائق الأولى، ويمكن رؤية النهاية من على بعد أميال. يهدف الفيلم إلى التحدث عن الحياة نفسها من خلال استعارة لعبة رياضية، ويمكن التعرف بسهولة كيف يدمج الفيلم إرث الـ Mamba Mentality في مخطّطه السردي، وهو مصطلح صاغه اللاعب الكبير الراحل كوبي براينت الذي يعبّر عن طريقته لمواجهة العقبات، سواء في الرياضة أو في الحياة.
يلامس «صخب» جوانب مختلفة عن لعبة كرة السلة للمحترفين، وهناك ملاحظات على جوانبها التجارية، وعلى السياسات والمواقف العدائية والتنافس بين الفرق. لم يهتم المخرج كثيراً بضبط أساسيات الفيلم، فمشى الشريط بطريقة تقليدية بلا دقة وتلاشى منذ البداية، مع جرعة كبيرة من العاطفة والشعبوية التي يمكن أن تجذب محبي الرياضة. سيستمتع المشجعون برؤية خوانشو هيرنانغوميز كممثل، استمتعنا بمشاهدته يتدرب ويلعب، ولكن كممثّل فهو خشبي نوعاً ما. «صخب» يفتقد إلى الأصالة، ولأننا نحب اللعبة، فإنها تستحق فيلماً أفضل.

Hustle على نتفليكس