القاع ــ رامي بليبليطوي اليوم الـ55 ساعاته الأخيرة، فيما لا يزال أبو أحمد و48 سائقاً قابعين على الحدود اللبنانية السورية في القاع أمام شاحناتهم المحمّلة بالقمح الذي أصبح مثل «مال الوقف». ينتظرون الفرج من دون أي أمل بالخلاص، ولا سيما بعدما وقف وزير الزراعة حسين الحاج حسن في احتفال تكريمي أقيم أخيراً على ضفاف نهر العاصي وقال: «هناك مشكلة حقيقية»!
الرواية الأكثر صحّة، تفيد بأن اثنين من آل صلح اشتريا كمية كبيرة من القمح المصنّف «علفاً للحيوانات»، من المخازن الرسمية، وعمدا إلى غسله ونخله وتعبئته في أكياس عليها تواريخ جديدة، أما النتائج المخبرية فقد تغيّرت ليصبح صالحاً للاستهلاك البشري، ثم بيعت الكمية لتجار في سوريا على هذا الأساس.
ما إن وصلت الشاحنات إلى معبر الجوسية، حتى خضعت لفحوص روتينية من قبل السلطات السورية، فتبيّن أن النتائج مغايرة لما صرّح به أصحابها، إذ أثبتت التحاليل وجود نسبة كبيرة من حشرة «الساونا»، وأنه غير صالح للاستهلاك البشري، كما «يُنصح بعدم تقديمه علفاً للحيوانات إلا بعد إجراءات وقائية محدّدة»، فردّت الشحنات إلى لبنان.
في هذا الوقت، طلب الحاج حسن ضبط الشحنات وختمها بالشمع الأحمر في انتظار القرار النهائي، ومنذ ذلك الحين ما زالت الشحنات تنتظر وسط مراقبة الجمارك اللبنانية التي تتأكّد ليلاً نهاراً من عدد الشاحنات ومن رصاصة الحجز. ويقول أبو أحمد مستذكراً فيلماً سينمائياً لغوّار: «منذ 55 يوماً لا نستطيع الدخول إلى «غربستان» أو «شرقستان». جيوبنا أصبحت فارغة». قبل 20 يوماً أجرى الحاج حسن جولة على المعبر والتقى سائقي الشاحنات، واعداً بإقفال الملف خلال يومين، لكنه كشف لاحقاً عن مشكلة سيعلن تفاصيلها قريباً.