strong>حنان الحاج عليثورة صغيرة سبّبها قرار بلدية بيروت بإنشاء مواقف عمومية للسيارات تحت الأرض وفوقها في الحدائق والساحات العامة والأملاك البلدية. الكلام يستهدف المساحات الخضراء النادرة في مدينة الباطون التي أصبحتها بيروت، ما سبّب منذ إعلان الأمر على لسان رئيس لجنة التخطيط والأملاك والاستملاك في بلدية بيروت، المهندس هشام سنّو، استياءً كبيراً. سنو قال لجريدة «السفير» إن البلدية «ستحاول الحصول على مراسيم، وتأمين المستندات المطلوبة كاملةً في كل الأماكن المفترض تحويلها إلى مواقف». تعليقاً على هذا القرار أرسلت الممثلة المسرحية حنان الحاج علي، التي أدّت دوراً في مسرحية «جنينة الصنايع» لروجيه عساف، رسالة إلى عبد المنعم العريس، رئيس بلدية بيروت، نوردها تضامناً مع التحرك (انظر الصفحتين الـ 8 والـ9 بورتريه الصنايع) «لا يا عريس، لن تغتصب جنينة الصنايع أمام أعين اللبنانيين، لن تُزفّ بالقوة إليكم، بسطوة المال وجبروت القوانين المسنونة لجزّ أحلام الناس، وحجب الشمس والهواء عنهم. لن تحوّلوا رئة بيروت الوحيدة إلى مدخنة سامة تستقبل مئات السيارات، لعجزكم عن لجم تدفّقها على عواهنها، وانعدام الرؤيا الإنسانية. لديكم 100 مليون دولار؟ حسناً، ربّي زد وبارك. اشتروا العقار الذي يحلو لكم، وأبعدوا جحيم كاراجاتكم عن المساحة الخضراء اليتيمة. لقد كان من المفترض وبحسب وعودكم المتتالية أن تجدوا مثيلات لجنينة الصنايع، بالعشرات، في بيروت، لا عشرات الكاراجات. اجتهدوا لسن قوانين تحدّ من تكدّس الحديد، وتراكم الصدأ وانبعاث الغازات السامّة. قطع شجرة واحدة جريمة يعاقب عليها القانون بالحبس في البلاد المتحضّرة، فلا تقلبوا المعادلة رأساً على عقب، فتسجنوا أهل مدينة بيروت. أيعقل أن نقرأ في بيروت العاصمة العالمية للكتاب قراراً كهذا؟ بأي أحرف ستجرؤون على كتابته؟ أي ضمير حيّ سيقبل تمريره؟ أي وزير هذا الذي «على عينك يا تاجر» سيدخل علناً صفقة مفضوحة على عتبة الانتخابات الموعودة، هي أيضاً، يمناً وبركات وتقدماً ورقيّاً وتغييراً وغداً أفضل؟ نتساءل: هل مسؤولونا مقطوعو النسب؟ أليس لديهم فلذات أكباد تدبّ على أرض الوطن، وتتنفّس هواءه وتتنعّم بشمسه؟ هل من الممكن أن لا يشعروا بفداحة تلك النوايا وأثرها على صحتهم؟ هل يدار بلدنا بمجالس تشريعية وتنفيذية؟ أم بسوق مفتوح؟ هل يقرأ رئيس الجمهورية أحوال البلاد والعباد؟ هل لديه كلمة فصل؟ هل ماتت النقابات إلى غير انبعاث؟ هل ننعى المجتمع المدني؟
علينا اجتراح تلك الكلمة ولو كان الثمن أرواحنا: نحن الناس أي ناس، كل الناس، فرداً فرداً وجماعات، ليكن مذهبنا المسطّر على هوياتنا، حقنا بالشمس والهواء والخضرة، حقنا بحقوقنا البديهية، حق الذين يأخذون أطفالهم إلى هذا المتنفّس الوحيد ليلعبوا ويتمتّعوا بما بقي لهم من فضلات واجباتكم. لنلتفّ حول ما بقي لنا من أحلام، لنجتمع في حديقة الصنائع السبت 30 أيار الساعة العاشرة صباحاً، وليكن هذا أول الغيث. (راجع ص 8).

«كابوس داروين» فيلم تسجيلي يفضح دور أخطبوط السلطة والمال في تخريب بحيرة فيكتوريا الأفريقية.