strong>البقاع ـ علي فوعاني
افتتح في منطقة حوش الأمراء في زحلة، مركز بيع هو الأول من نوعه للإنتاج الزراعي العضوي، بتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية من خلال منظمة “وورلد فيجن ـــ لبنان”. ويرتبط المركز بأول تعاونية لتصريف الإنتاج العضوي في لبنان “بيوكوب لبنان”.
المركز سيكون نقطة رئيسة لتغليف الإنتاج وتبريده وتوزيعه. ويأمل القيمون على المشروع أن ينعكس إيجاباً على إطلاق هذه الزراعة بشكل واسع وانتشارها في أنحاء مختلفة من سهل البقاع، وخصوصاً أن هناك مشروعاً ناجحاً في منطقة كفرمشكي، أُسس لاعتماد الزراعات العضوية في البقاع.
مدير فرع البقاع في الجمعية التعاونية اللبنانية للزراعة العضوية جريس رزق قال إن الجميعة: “تزرع كل أنواع الخضر والحشائش والحبوب والفواكه الموسمية. أما الأصناف المصنعة فتشمل حتى الآن عصير التفاح وخلّ التفاح وزيت الزيتون وصلصة البندورة والطحين والبرغل والمربيات”.
وعما اذا كانت الزراعة البيولوجية مكشوفة، أوضح رزق أن بعضها “يزرع في بيوت بلاستيكية. انما بحسب مواصفات الزراعة العضوية، التي يستلزم انتاجها تخمير السماد الطبيعي، فيما تستعمل الأوراق والحشائش والفضلات الزراعية سماداً زراعياً بعد تخميرها وفق الأصول”. وأشار الى أن “المساحات المزروعة بيولوجياً لا تتجاوز بضعة آلاف من الدونمات، من بينها 400 دونم فقط في البقاع. لكن التوسع الجغرافي الحاصل في هذه المساحات هو في اتجاه السهول الساحلية التي بإمكانها أن تعوّض نقص الإنتاج في فصل الشتاء”.
وعن تسويق المنتجات، لفت رزق الى أن “الجمعية تسوق من خلال الاسم التجاري “كامبانيا” الى المحال والمخازن الكبيرة في المدن وبعض المحال الصغيرة. اما نقطة البيع الدائمة للجمعية التعاونية فستفتتح قريباً في مركزها في حوش الأمراء، حيث تم إرسال شحنتين صغيرتين الى الكويت ودولة الامارات “لجسّ نبض السوق الخليجية، فكانت البوادر مشجعة على توسيع هذه السوق”. واكد أن “جودة الإنتاج مضمونة من خلال مراقبة الشركة الاوروبية “IMC” التي تواكبه وتقوم بفحصه في مختبراتها”.
الزراعة العضوية كانت قد نشأت في البقاع بشكل متفرق بديلاً من الزراعة التقليدية لتأمين انتاج صحي وسليم من جهة، وبما يحفظ البيئة ويعيد بعضاً من التوازن الطبيعي الذي كان سائداً في الماضي من جهة ثانية.
الزراعة الجديدة لم تنتشر في لبنان بأهداف تسويقية الاّ منذ نحو سنوات سبع، ويقتصر الامر حتى الآن على عدد من الزبائن في المحال الكبرى والمطاعم. واذا كانت سوق هذه الزراعة واعدة، إلا أنها تنمو ببطء لأن غالبية الناس لا تملك معلومات عن الزراعة العضوية. فضلاً عن كون أسعار منتجاتها مرتفعة بما يراوح بين 25 في المئة و50 في المئة عن المنتجات التقليدية. والمعروف، أن الإنتاج من خلال الزراعة الطبيعية لا يكون في المراحل الأولى وافراً، لأن بعض الأراضي اعتاد المبيدات الكيميائية. فيما عودة التوازن الطبيعي تحتاج الى مزيد من الوقت. وأشار رزق الى أن “معدلات التلوّث الغذائي وصلت في الزراعة اللبنانية الى درجات غير مسبوقة، نتيجة استعمال الأدوية والمبيدات والأسمدة الصناعية. وأدّى الاستخدام المفرط للمبيدات الى تلوّث بيئي شمل التربة والمياه الجوفية. فالإنتاج تضاعف، لكن صحة المستهلك صارت معرّضة لأمراض شتّى بسبب الترسبات التي تبقى في جسمه نتيجة تناوله منتجات ملوّثة.
تجدر الإشارة الى أن بعض المزارعين الكبار لا يطعم عائلته من الإنتاج الذي يسوّقه بل يُبقي لنفسه حقلاً صغيراً بعيداً عن سموم الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية.