بغض النظر عن وضعية نهر العاصي، تعتبر طريقة التخزين الجوفي أفضل بما لا يقاس من إنشاء السدود فوق سطح الأرض كما هو مقترح من قبل وزارة الطاقة والمياه، للأسباب التالية: ــــ طبيعة لبنان لا تشجع على التخزين السطحي كون غالبية الوديان في لبنان ضيقة وتحتاج الى إنتاج سدود عالية. كما أن كلفة التخزين الجوفي لا تقاس بالكلفة العالية جدا لبناء السدود السطحية. إذ تقدّر بعض الدراسات كلفة التخزين السطحي بأكثر من 25 دولاراً للمتر المكعب من دون احتساب الاستملاكات.
ــــ التخزين الجوفي لا يتطلب استملاكات للأراضي (وفتح مشاكل مع المالكين كما يحصل الآن) ولا تخريب المناطق (سواء أكانت حرجية ام زراعية ام حتى جردية) ولا لنظمها الايكولوجية أثناء الإنشاء. ولا تخرب مناطق اخرى من نقل ورمي ردمياتها. كما لا تتطلب بناء الجدران المفترض ان تكون مدعمة ومقاومة للزلازل.
ــــ للسدود السطحية فترة حياة محددة، ان لناحية تشغيل معدات المشروع او لناحية انخفاض سعة التخزين مع الوقت بسبب الترسبات في حوض السد، او لناحية انهيار المواد التي يتم حقن الارض بها لعدم التسريب. كما أن طبقات الارض في لبنان لا تتلاءم مع اسلوب التخزين السطحي، الذي يحتاج الى حقن تشققات الارض بالباطون او بمواد اخرى بكميات كبيرة ومكلفة جدا لوقف التسرب الحتمي!
ــــ في التخزين الجوفي لا يحصل تبخر كما هي الحال مع التخزين السطحي. كما انه يساهم في تصفية المياه، بينما يزيد التخزين السطحي من تلوثها ما يحتم ايجاد محطات تكرير قريبة من السد لمعالجة المياه كما يحصل في شبروح... ما يتطلب كلفة إضافية لإنشاء المحطات وتشغيلها وصيانتها... لترسل في النهاية المياه «المعالجة» للناس وليس الطبيعية!
ــــ السدود السطحية تشكل خطرا على الطبيعة لناحية تغيير النظم الايكولوجية وتغير المناخ. ولا يمكن لأحد في العالم تقدير مخاطر تغيير النظم الايكولوجية وتحويل المناطق من جافة صيفا الى رطبة بسبب السدود المكشوفة وتجميع المياه، لجهة أنواع الامراض التي يمكن ان يتسبب بها تغيير النظام الايكولوجي على الحيوان والنباتات والانسان ولا الكلفة الصحية التي ستنجم عن معالجة تلك الامراض المستجدة.
ــــ انشاء سدود مكشوفة في بلد غير مستقر كلبنان، ولديه اعداء طامعون بمياهه، وتجارب في استهداف عدوه لبناه التحتية، يجعل السدود أهدافا سهلة لعدوه.