مبانٍ عدة لا تزال منتصبة في بيروت رسمت لها الحرب قدرَاً غير الذي أُنشئت من أجله، وتركت عليها بصماتها. صارت هذه المباني جزءاً من الحرب، وبعضها أعطى اسمه لمعارك دامية، قبل أن تتحوّل إلى أماكن مهجورة فاقدة الشرعيّة والوظيفة، مع آخر رصاصات الحرب، كأنّ الزمن توقّف فيها عند تلك الحقبة السوداء التي يريد اللبنانيون نسيانها. لكن ليس من السهل أن نمحو ندوب الماضي، لا عن سطح المدينة، ولا من الذاكرة المثخنة لشعب هارب من ماضيه. الأكيد أنّ هذه المباني مثل اللبنانيين أنفسهم... حائرة أين تقف على خط الزمن.
مبنى «سيتي سنتر»: مبنى «سينما سيتي» في وسط بيروت، المعروف بـ«البيضة» أو «الدوم»، بُني عام 1965 ولا يزال شاهداً على نهضة الستينيات. كان يوماً قاعة سينما ومجمّعاً تجاريّاً لم يبق منه غير هذا الهيكل البيضاوي المهجور شاهداً على زمن الحرب (هيثم الموسوي)

برج المرّ: أنشئ في السبعينيات وكان الأعلى في بيروت حينها. اندلعت الحرب أثناء تشييده. ارتفاعه وموقعه المطل على جسر فؤاد شهاب، عند الحدود الفاصلة بين شطري العاصمة، جعلا منه نقطة عسكريّة استراتيجيّة ومقراً لميليشيات كثيرة توالت على شغله (مروان طحطح)


فندق «هوليداي إن»: انتهى تشييده مطلع السبعينيات. 26 طابقاً من الباطون تنازع عليها وداخلها وحولها المتحاربون، نظراً للأهميّة «الاستراتيجية» للمبنى. فيه خيضت «حرب الفنادق» مطلع الحرب الأهلية، لتعرّيه من مجد لم ينعم به طويلاً (مروان طحطح)

فندق «سان جورج»: أنشئ أواخر عشرينيات القرن الماضي. لا تزال بصمات «حرب الفنادق»، في 1975، واضحة على الفندق الذي كان مقصداً لمشاهير العالم. ما لم تقضِ عليه الحرب من هذا الشاهد على الزمن السعيد لبيروت، انهار في الانفجار الذي أودى بحياة الرئيس رفيق الحريري عام 2005 (هيثم الموسوي)