57% من الأطفال المُقيمين في لبنان يتعرّضون للعنف بشكل دائم بحسب مُنظّمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) التي أطلقت، أمس، حملة «بدّي ربّيك بلا عنف»، بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال.مسؤولة برنامج حماية الطفل في المُنظّمة زمن علي حسن أوضحت أنّ إطلاق الحملة، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، يهدف إلى الحدّ من مظاهر العنف المتزايدة. وهي تستهدف كل الأهالي والأطفال على الأراضي اللبنانية، وبالتالي ليست موجهة الى اللبنانيين فقط.
مصطلح العنف المستخدم في الحملة يحمل أشكالاً مُتعدّدة: العنف الجسدي، النفسي، المادي، الجنسي، إضافة إلى الإهمال والإساءة.
وتعمل المنظمة من خلال البرنامج على تطوير سياسات جديرة بالتحول إلى قوانين رسمية (على غرار سياسة حماية التلميذ في البيئة المدرسية التي أطلقتها سابقاً)، عدا عن دور وزارة التربية تحديداً كونها المسؤول الأول عن المدارس الرسمية والخاصة. العمل بهذه السياسات سيبدأ خلال السنة الحالية، وستتمحور حول الأساليب التي يجب على المعلمات والمعلمين استعمالها في حال مواجهتهم حالات عنف عند تلاميذهم، والجهة التي يجب أن تحال إليها هذه الحالات.
إلى جانب المتابعة المباشرة للأطفال، خصّ المشروع الأهل بورشات ولقاءات توعويّة، من شأنها تغيير نظرتهم حول التربية، وتشجيعهم على ممارسة النوع الحديث والفعال منها، عوض تلك التقليدية القائمة على الموروثات والعادات، والتي تجعل من العُنف المُستخدم «طبيعياً» ويدخل في سياق التربية، ما «يؤثر على صحة الطفل النفسية والجسدية، ومن المحتمل أن يحوّله إما إلى ضحية أو إلى فرد عنيف يمارس العنف على الآخرين»، بحسب القيّمين على المشروع.
واللافت أن شريحة كبيرة من المُقيمين في لبنان تنتهج هذه المُمارسات التقليدية. فبحسب إحصاءات المُنظّمة، يتعرض 6 من أصل كل 10 أطفال للعنُف بواحد أو أكثر من أشكاله.
من جهتها، تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بدور في مُساعدة الأهالي على «خلق جوّ محبب وسلس بينهم وبين أطفالهم»، عبر برنامج التربية الإيجابية.