للمرة الأولى، يتطوع متخرجو كلية العلوم الطبية في الجامعة اللبنانية لتنظيم مؤتمر، ليومين متتاليين، يحاضر فيه أطباء لامعون في مختلف الاختصاصات داخل لبنان وخارجه تخرجوا من الكلية منذ إنشائها في تشرين الأول عام 1983. الفكرة بدأت بمبادرة فردية من الطبيبين جو زين ومحمد علي الحركة اللذين يعملان في مركزين طبيين في الولايات المتحدة، وتلقفها آخرون حتى باتت المجموعة تضم اكثر من ١٥٠٠ متخرج، ينسقون مع رؤساء الأقسام والأساتذة والباحثين، تحت مظلة كليتهم الأم.العميد الدكتور بطرس يارد ينتظر أن تصبح التظاهرة «تقليداً سنوياً يسمح للكلية بالتواصل مع المتخرجين ويساعد الطلاب على اللقاء بهم والاستفادة من خبراتهم العلمية وحثهم على التميز ومساندتهم في فتح آفاق جديدة للتدريب في المستشفيات هنا وفي الخارج». يارد أشار إلى أن الجامعة خرّجت حتى الآن أكثر من 2400 دكتور في الطب العام والاختصاص، وهي تدرّب أطباء المستقبل في نحو 30 مستشفى متعاقداً مع الجامعة. كما جرى استحداث اختصاصات جديدة مثل طب الطوارئ وحديثي الولادة والأمراض السرطانية عند الأطفال، وطب العناية الفائقة، والطب العائلي والطب الشرعي. وفي 2014، افتتح مركز لأبحاث علم الأعصاب، وتخرج منه حتى الآن المئات من حملة الماستر.
المبادرة، بحسب الدكتورة إيمان الضيقة، المتخرجة التي تعمل في أحد مراكز الأمراض السرطانية في الولايات المتحدة، هي «فرصة استثنائية لبناء الجسور بين الطلاب والاطباء في لبنان وزملائهم في الخارج»، وهي «بصورة خاصة محاولة رد الجميل لجامعتنا التي مهما بلغت احلامنا وطموحاتنا، تبقى المرجع والأساس والحاضنة الأولى، وطمأنة الذين لا يزالون على مقاعد الدراسة بأن كلية الطب في الجامعة اللبنانية كانت ولا تزال صرحاً تعليمياً منافساً».
المؤتمر يقدم آخر التطورات العلمية في مجالات عدة لا سيما الأمراض السرطانية والأمراض النسائية والتوليد والعلاج المناعي وطب الأطفال وغيرها، كما يعرض نتائج أبحاث ودراسات أجراها طلاب الجامعة ومتخرجوها.
أهم ما في التظاهرة العلمية، كما تقول الضيقة، هو تخصيص حيز خاص للقيم ورسالة الطبيب والإطلالة على شخصيته وحياته كأكاديمي وإنسان كي يحقق أهدافه. وتشجيعاً للأطباء الباحثين، ستعلن اليوم أسماء الفائزين بأفضل الابحاث المشاركة في المؤتمر.