بين ليلة وضحاها، استفاق أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت على دوّار الكفاءات الشهير وقد زُفّت. هيئة الدوار الأخيرة أثارت موجة من السخرية والاستياء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لم يكن متوقعاً أن ينتهي الدوار الأشهر في المنطقة إلى الهيئة التي شبهه فيها أحدهم بـ «صينية كنافة محروقة»، بعد أن استغرقت الأشغال فيه أكثر من ثلاث سنوات.الدوّار الذي استُحدث قبل نحو خمس سنوات لحل أزمة السير بات عنواناً للأزمة. إذ لا تكاد تنتهي الأشغال فيه حتى تبدأ من جديد، من دون أن تصل في أي مرة إلى خاتمة مرضية، حتى اقتنع كثيرون بأنه المثال الأبرز على الأشغال «على الطريقة اللبنانية»: حفر، فتمديدات، فتعبيد، فنبش للطريق من جديد... وهكذا.
ما هي قصة «دورة الأشغال» الأخيرة في الدوار ولمَ جرى تزفيته؟
بحسب رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد درغام، «قريباً سيعود دوّار الكفاءات الى سيرته الأولى تقاطعاً للسير كما كان قبل أربع سنوات، وسيعود له اسمه الأول: تقاطع الكفاءات». لكن، هذه المرة، «بشكل منظّم ومتطوّر» وفق خطة السير الاستراتيجية التي نفذتها شركة «خطيب وعلمي» وتندرج في ما بات يعرف بمشروع «ضاحيتي».
خطة السير الجديدة ستحوّل كل المستديرات في الضاحية الى تقاطعات


قبل نحو 5 سنوات، بيّنت الدراسات أن حل أزمة السير الخانقة عند تقاطع الكفاءات يفترض تحويله إلى دوّار، وهذا ما حصل. احتل الدوار مساحة كبيرة، فقررت بلدية المريجة الاستفادة منها وتحويلها إلى حديقة صغيرة، لكنها سرعان ما تراجعت بعدما تقاسم أبناء إحدى العائلات النافذة في المنطقة الدوار في ما بينهم بهدف استغلاله لبناء مقاه و«اكسبرسات» ومواقف للسيارات... عندها سيّجت البلدية الدوار، وبات يستعمل من الشركات التي تنفذ أشغالاً في المنطقة لركن معداتها وآلياتها، «وهذا ما دفع الناس إلى الاعتقاد بأن أعمالاً تجري في الدوار تجري وتتوقف ثم تستأنف»، يقول درغام، مقراً في الوقت نفسه بأن الأشغال الأخيرة استغرقت وقتاً طويلاً في انتظار نتائج دراسات «خطيب وعلمي» التي انتهت في آب الماضي.
يؤكد رئيس الاتحاد أن لا علاقة لتزفيت الدوار بمسيرة العاشر من محرم غداً، مشيراً الى أنه سيُزفّت بطبقة أخرى قريباً ليصبح تقاطع سير بعد تثبيت الإشارات الضوئية. وأكد أن هذا لن يكون الدوار الوحيد الذي سيتحول إلى تقاطع، إذ سيلغي الاتحاد المستديرات في الضاحية ويحوّلها إلى تقاطعات بعد إنجاز البنى التحتية اللازمة للإشارات الضوئية. حل لن يُنهي، على الأرجح، أزمة السير المستعصية في الضاحية، لكنه «علاج مؤقت في انتظار الحل الجذري الذي يفوق طاقة الاتحاد، والمتمثل ببناء نفق من الجهة الشمالية للمنطقة إلى جنوبها، وفوقه جسر يصل الجهة الشرقية بالغربية».