تعقيباً على مقالة الزميلة فاتن الحاج «محاضرة في «أديان»: حق اليهود في «وطنهم»!» («الأخبار»، 18/ 10/ 2018)، جاءنا الرد الآتي من داليا المقداد مديرة الشؤون الإعلاميّة في المؤسسة:(…) كانت محاضرة علنيّة ضمن برنامج التنشئة على الأديان والشأن العامّ، أعلن عنها في وقت سابق، وكانت متاحة لمن يود التسجيل للمشاركة فيها، وتأتي ضمن إطار التعريف بأديان العالم. وقد سبقتها محاضرات في ديانات الشرق الأقصى، وستليها محاضرات في المسيحيّة والإسلام. ومع عِلمنا مقدَّماً بمضمون المحاضرة، وثِقتنا بالمحاضِرة، جرى التحقق من المشاركين حول ما قيل ونُقل، فجاءت إجاباتهم نافية. وموقف مؤسسة «أديان» واضح، وأعلنته مراراً: «إسرائيل والصهيونية محتلّ وعدوّ، وأديان تعطي موضوع تنشئة الأجيال الشابة في لبنان على روح المسؤوليّة الشاملة، والمقاومة لمواجهة العدو الإسرائيلي، والذود عن الوطن في وجه كلِّ معتدٍ وإرهابي، بالغ الأهميّة والجهد».
أمّا بشأن تمويل المؤسسة فهو تمويل قانوني وشفاف ومُعلَن على الموقع الرسمي. ونذكِّر بأن الوطنية لا تقوم على الكذب والافتراء الرخيص، بل على الصدق والأمانة والمناصرة الجديّة والرصينة للقضايا العادلة والمحقّة والقضية الفلسطينيّة على رأسها، بدلًا من رمي التهم جزافاً على مؤسسة عُرفت محلّيّا ودوليّا، بالنشاط الوطني الهادف والمثمر، ولن نسأم من مواجهة هذه الأضاليل، والدفاع عن حقنا بشتّى الوسائل المشروعة.

ردّ المحرر
قررنا نشر البيان رغم ذيوعه على مواقع التواصل الاجتماعي منذ ظهر أمس، ومع أن الفكرة الأساسيّة التي يقوم عليها، واردة في مقالتنا، نقلاً عن مسؤولة في «أديان». و«الأخبار»، إذ تستغرب لهجة الاتهام العشوائي والتجريح والتضخيم، تاركةً للرأي العام أن يؤوّل الخلفيات النفسيّة والأخلاقيّة لهذه اللهجة، تذكّر أنّها تقوم بواجبها وعملها المهني في رصد كل أشكال التطبيع وشرعنة العدو الاسرائيلي وعقيدته، في شتّى المجالات الأكاديميّة والثقافيّة والاعلاميّة والاقتصاديّة. ويهمّنا أن نؤكّد اصرارنا على ما ورد في المقالة، من أن الراهبة تيدولا عبدو تحدثت عن «تهجير الشعب اليهودي وحقه في وطنه وفي عودته إليه»، وبدت متماهية مع الأطروحة الصهيونيّة من دون أي تحفّظ أو مسافة نقديّة، تفرضها القواعد الأكاديمية، والأخلاق الوطنيّة. بل إنّها تحدثت عن «الخلاف» العربي ــــ الإسرائيلي! وقد قاطعنا معلوماتنا لدى أكثر من مشارك(ة)، كما تحدثنا الى بعض طلابها في الجامعة اليسوعيّة. وأخيراً، تحيّي «الأخبار» «أديان» على مواقفها الوطنيّة من الصهيونية والعدوّ الاسرائيلي، علماً أن أن الوطنية تكون بالممارسة لا بالشعارات الجوفاء. وحتى الآن، هناك مناطق ملتبسة ومقلقة عدّة في أداء «أديان»، سبق أن تناولناها هنا، وسنواصل رصدها عن كثب، عسى المستقبل يحمل لنا اكتشافات ايجابيّة. وأخيراً من حق «الأخبار» أن تعتبر أن كل تمويل أجنبي لهذا النوع من النشاطات في لبنان، مشتبها فيه حتى إثبات العكس، ولدينا الكثير لنقوله في هذا المجال.