«للأسف، أنا رولا القوية عم اطلع أبكي، نعم، بكت الصحافية رولا الحلو بسبب تعرّضها لتمييز ضد ذوي الاحتياجات الخاصة في حرم مطار بيروت الدولي. منعت الحلو من السفر الى القاهرة على متن طيران «الشرق الأوسط»، بسبب «اضطرارها إلى استعمال الكرسي في سيرها». هكذا، اخترع احد الموظفين «نظاما» يحظّر على الشخص الذي يسير على كرسي مدولب أن يسافر وحده لعدم تمكنه من المشي داخل الطائرة ! الأمر لم ينته هنا، بل وجّه الموظف اليها أبشع ما يمكن أن يتعرض له إنسان يجري تعييره بحاجاته الخاصّة، قال لها: «قومي امشّي ...
فرجيني كيف قادرة على المشي داخل الطائرة»، عبارات حفرت عميقاً في نفس رولا، هي التي جالت العالم من أقصاه الى أقصاه حاملة مهمتها الصحافية، واليوم تلاقي كل هذا التمييز والاستفزاز والإذلال على متن «الشركة الوطنية».
عند الاطلاع على الشروط التي ينبغي أن يتمتع بها أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة في سفرهم على متن هذه الشركة، يتبين زيف ما ادعاه الموظف من حجج غير موجودة الا في «الذهنية المريضة». في بنود هذه الشروط شرح مفصّل عن حالة رولا والكرسي النقال الذي يساعدها على السير. فالشركة تقول إن «فريق طيران الشرق الأوسط» سيتولى الاهتمام بالحالات المشابهة لـحالة الزميلة حلو (special care) ومساعدتها عند الاستقبال ولدى المغادرة»، وسيؤّمن «طاقم الطائرة سفراً مريحاً»، ويقدّم «نفس الخدمات والمساعدة» التي يقدمها إلى المسافرين الآخرين.
رفض رئيس مجلس إدارة «الميدل ايست» محمد الحوت، في اتصال مع «الأخبار» اعطاء أي حكم بخصوص ما حدث، وقال انه طلب فتح تحقيق فوري، وعلى ضوئه «ستُتخذ الإجراءات اللازمة». ولدى سؤاله عن وجود «نظام» يحظر السفر لذوي الاحتياجات الخاصة من دون «مرافق»، يجيب الحوت بأن «على كل معوّق جسدياً أن يقوم بالإجراءات قبيل سفره، والتنسيق مع الشركة لتخصيص مضيفة تهتم به والدخول عبر مكتب special care sevices في المطار، وهذا ما لم تقم به رولا»، كما قال. وعن الإساءة التي تعرضت لها رولا من الموظف هناك، يلفت الحوت الى عدم قدرته على معاقبة اي موظف لم يجرِ الاستماع اليه «بل قام طرف آخر بنقل ما قام به عبر الفايسبوك».
لكن رولا عادت امس من مطار بيروت الى منزلها مجروحة و«كرامتها غير محفوظة»، هكذا عبرت على صفحتها الفايسبوكية. بكل ألم قالت: «نعم اليوم إعاقتي تسبق إنسانيتي (..) عارٌ عليّ أن أبقى هنا بين بشر لا يحترمون إنجازاتي، ولا يقدّرون تخطي الذات وقوة شخصيتي (...) كنت ذاهبة الى القاهرة، وها أنا اليوم مع حقائبي أُمنع من التساوي مع الآخر بسبب مجتمع حقير يصنفني معوّقة». داعية الى تحويل ما حدث معها الى «قضية محقة»، والى معاقبة شركة MEA على ما «اقترفت».

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab