مع انتهاء كل مجلسٍ عاشورائي، كانت تبدأ المهمة. يتوزع المتطوعون عند مداخل المساجد والمجمعات والمراكز، يحمل كل منهم «عدّته» المكوّنة من كيسين بلاستيكيين: أسود وأزرق لزوم فرز النفايات الذي بدأته الجمعيات الأهلية في الضاحية الجنوبية منذ 3 سنواتٍ تقريباً.هذه المرّة، كانت المهمة أكثر سهولة، إذ اعتاد رواد المجالس على هذا «الموسم» بعد عامين متتاليين، خبر معهما المشاركون في المراسم العاشورائية الشعارات التي تطلقها تلك الجمعيات، ومنها جمعية «حياة بالأخضر». هذا العام، انطلق الموسم من شعارين أساسيين «زَينًا لنا»، و«لأن عاشوراء كانت وما تزال ثورة لمحو كلّ قبيح ونشر كلّ جميل». وعلى مدى الأيّام والّليالي العشر الأولى من شهر محرّم، شارك أكثر من 55 مركزاً وحسينيّة ومجمّعًا في الضّاحية الجنوبيّة وبيروت وجبل لبنان في الحملة التي دعت إليها الجمعية، بالتّعاون مع العمل الاجتماعي في حزب الله والهيئات النّسائيّة في بيروت وبلديّات المناطق وعدد من الجمعيّات والمبادرات البيئيّة. وبحسب غدير سلامة، نائبة رئيس الجمعية، زادت المشاركة هذا العام في حملة الفرز، «ولمسنا وعي الناس لأهمية هذا النشاط، وبرز ذلك في معرفتهم لآلية الفرز».
انتهت مهمة الأيام العشر، لتبدأ المهام الأخرى. ففي كل يوم، كان يجري فيه تجميع النفايات، كانت توضّب الأكياس الممتلئة في أمكنة محددة، تمهيداً لنقلها بالشاحنات وإرسالها إلى إحدى الشركات المعنيّة بإعادة التدوير. ووصل وزن ما جمع من زجاجات بلاستيكية في الايام العشرة الى نحو 2000 كيلوغرام. ويؤكد علي شرّي، مسؤول العمل الإجتماعي في حزب الله ـ قطاع بيروت. أن «الإقبال الشعبي على الحملة فاق التوقعات. بدأنا بعشرات الكتطوعين وسرعنا ما وصل العدد الى بضع مئات».
تؤكّد سلامة أنّ التّوعية البيئيّة التي استطاعت هذه الحملة وغيرها نشرها خلال 10 أيام، لجهة أهميّة الفرز وآليّاته، كانت تحتاج شهورًا في الأيّام العاديّة». وتؤكد أن «لدى النّاس رغبة كبيرة في الحفاظ على النّظافة والبيئة». والمطلوب «تبنّي الدولة 0لمثل هذه المبادرات».