بين الثالث من الشهر الجاري والثامن منه، أخذت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني عيّنات مياه من 19 بلدة في البقاعين الأوسط والغربي لفحص نوعية المياه وسلامة استخدامها في الحوض الأعلى لليطاني. تحليل العينات الـ22 التي أخذت من مياه الشفة، أظهر عدم صلاحية 77 في المئة منها للشرب. وقد تنوعت نتائج التحليل بين خمس عيّنات صالحة للشرب في مقابل 17 غير صالحة، منها 14 عيّنة غير مطابقة للمعايير الجرثومية وثلاث غير مطابقة للمعايير الكيميائية. عيّنتان أخذتا من عيار منزلين في مشغرة وعانا كانتا صالحتين للشرب. لكن العيّنات التي أخذت (على سبيل المثال) من نبع عين الزرقا في سحمر وسبيل مياه عام في جب جنين ومنزل في علي النهري، لم تكن مطابقة.ووفق تقرير المصلحة، فإن بعض العينات احتوت على جراثيم «ايشريشيا كولي« و«بسودوموناس ايروجنوزا»، وتخطّت نسبها الحد الأقصى المسموح به في مياه الشرب وفقا للمقاييس التي وضعتها مؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية (ليبنور). علماً بأن الجراثيم ناتجة عن تلوّث التربة والمياه بالصرف الصحي او فضلات الحيوانات، إضافة إلى عينات احتوت على «نترات» و«فوسفات» نتيجة تسرب المبيدات الزراعية إلى المياه الجوفية.
تحليل العينات التي أخذت بداية الشهر الجاري، لم تكن الأولى من نوعها. العام الماضي، أخذت عينات من مياه الشفة من بعض البلدات التي وردت في التقرير الجديد. وبدل أن تتراجع نسب الجراثيم والتلوث بفعل جهود مصلحة الليطاني ووعود وزارات الطاقة والصناعة والبيئة والزراعة لضبط تلويث الليطاني، تبين بأن النسب قد ارتفعت! وقد تبيّن في المواقع الخمسة المشتركة بين التحليلين، أ، نسب التلوث زادت في كل من سحمر و زحلة وبر الياس من 56 في المئة إلى 77 في المئة.