شيئاً فشيئاً، تتسع دائرة الخطر في لبنان. لم تعد البلاد بمأمن من انتشار فيروس كورونا بعدما صارت حالات الإصابة يومية. اليوم، لم يعد ثمة مكان بمنأى عن الفيروس، وقد سعت بعض الجهات إلى أخذ الاحتياطات اللازمة للمواجهة، من تعليق الرحلات من المناطق الموبوءة في المطار، إلى تعطيل المدارس إلى غيرها من الإجراءات. لكن، هناك الكثير من الإجراءات التي لا تزال مطلوبة في قطاعات لا تقلّ أهمية، ومنها وسائل النقل. فهذه الأخيرة لا تزال خارج أي خطة للحؤول دون انتشار الفيروس، علماً أنها من أسهل الأماكن وأخطرها لتناقل العدوى. وفي وقت لجأت الدول «المصابة» إلى تطبيق إجراءات صارمة في ما يخص وسائل النقل، سواء بتعليق العمل بها أو تعقيم المركبات وتنظيم آلية لعملها بما يمنع نقل العدوى، لا تزال الحكومة إلى الآن تغفل عن قطاع النقل الذي قد ينقل البلاد بين عشية وضحاها إلى مرحلة تتضاعف فيها أعداد المصابين إلى مستويات مرعبة.في موازاة هذا الغياب الرسمي، كان واضحاً أيضاً غياب إجراءات «السلامة» لدى العاملين على خط الباصات العمومية. هكذا مثلاً، نادراً ما تجد سائقين على خط باص «رقم 4» الشهير، يتخذون إجراءات وقائية كوضع الكمّامات. وحتى الآن، لا يأخذ كثيرون الأمر على محمل الجد، بل يتناولونه بخفة وسخرية أو تكذيب.
هذه اللامبالاة دفعت برئيس اتحاد النقل البري في لبنان بسام طليس إلى مطالبة وزير الأشغال العامة والنقل ميشال نجار، بدعوة اتحادات ونقابات قطاع النقل البري إلى اجتماع طارئ لـ«بحث الإجراءات الواجب اعتمادها في وسائل النقل البري لحماية المواطنين»، لافتاً إلى أن «الوضع بدأ يخرج عن السيطرة في لبنان وما هي إلا أيام قليلة وسيُكشف عن مزيد من الإصابات».
يضم قطاع النقل البري نحو 50 ألف آلية تقلّ يومياً بين 200 ألف راكب و300 ألف

برغم ذلك، لا ردّ حتى الآن من قبل الوزارة، بحسب ما يؤكد طليس لـ«الأخبار».
في ما يخصّ القطاع، لفت طليس إلى أنه يضم نحو 50 ألف آلية، يفندها على النحو التالي: 4000 «فان» شرعي ونحو 17 ألف «فان» غير شرعي، 4 آلاف باص كبير قسم منها تابع لشركات وآخر لأفراد، إضافة إلى نحو 34 ألف سيارة عمومية شرعية. أما السيارات غير الشرعية، فتُقدر بـ 20 ألفاً. وهي جميعاً تقل يومياً بين 200 و300 ألف راكب. لذلك، «ليتفضل وزير الأشغال وخلية الأزمة الحكومية فيخبرونا عن الإجراءات الوقائية والخطة الواجب اعتمادها حتى نعمل بموجبها!». ويستغرب طليس أن اللجنة الطارئة المستنفرة لتطويق الفيروس لم تلتفت بعد إلى هذا القطاع! علماً أن الإجراءات لا تشمل فقط حماية الركاب والسائقين، إنما يجب أن تأخذ في الاعتبار مواقف السيارات حيث يكتظّ الركاب في انتظار الانتقال إلى وجهتهم، إذ أن بعض المواقف كموقف الكولا يتجمع فيه ما لا يقل عن 200 شخص كل ربع ساعة لدى انطلاق كل باص. كذلك بالنسبة إلى مواقف المشرفية والسفارة الكويتية والدورة وسواها.
«الأخبار» حاولت التواصل مع الوزير نجار إلا أنها لم تتلقّ رداً.