فرض قسمٌ كبير من اللبنانيين حجراً صحياً على أنفسهم، مُقلّلين من حركتهم اليومية. مؤشّرات بسيطة كافية لتكوين هذه الخلاصة: الطرقات شبه الفارغة من السيارات والمارة، إقفال الدور التربوية، المطاعم والمقاهي والحانات والنوادي الرياضية، عمل البلديات مع أصحاب المحلات التجارية لإغلاقها حتى إشعارٍ آخر، حتى أنّ عدداً من الموظفين باتوا يُتابعون مهامهم من المنزل. بالإضافة إلى ذلك، فعّلت معظم البلديات واتحادات البلديات من تدابيرها الوقائية، عبر رشّ دور العبادة والأماكن العامّة بالمواد التعقيمية، أو تنظيم محاضرات توعوية.«كورونا» فرض إيقاعه على حياة الكرة الأرضية... إلّا أنّ الوعي لم يبلغ حدّ «الشمولية» بعد، إذ لا يزال أشخاص «مُشتبه بإصابتهم» بالفيروس «يُكابرون» على الواقع، رافضين التعاون مع السلطات المعنيّة، واتخاذ الإجراءات اللازمة، لحماية أنفسهم والمجتمع الذي يتواصلون معه. وقد كشف النائب آلان عون عن هذا الموضوع في تغريدة له على «تويتر»، فكتب أنّ إحدى المُصابات بالفيروس «الذين أُعلن عنهم البارحة كانت تتقبّل التعازي بوفاة أحد أفراد عائلتها لمدة يومين. مع دعائنا لها بالعزاء والشفاء، أليس من واجب السلطات الطبية إعلان هذا الموضوع لكي يدخل كلّ أصدقائها وأقاربها ممن حضروا العزاء، في حالة حجر صحي؟ هذا التكتّم جريمة».
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت أنّ الحالات المُثبتة مخبرياً إصابتها بفيروس «Covid - 19»، بلغت 77 إصابة، حتى الساعات الأولى من بعد ظهر اليوم الجمعة. وتشمل الحالات الـ77، تلك «التي تمّ تشخيصها في مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي، وتلك المُبلغ عنها من المستشفيات الجامعية الأخرى». كما أشارت «الصحة» إلى تشخيص حالة «من العاملين لديها في الإدارة المركزية، وكانت قد التقطت العدوى من أحد أقربائها المُشخصين. وتقوم الوزارة باتباع الإجراءات اللازمة لعزلها وتحديد المخالطين خارج وداخل الوزارة وجمع العينات، ووضع المخالطين في الحجر الصحي المنزلي».
وأمام اتّساع رقعة انتشار «كورونا» في لبنان، طلب حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة من المصارف كافة «إعطاء الأولوية في التحويلات لشراء المواد والمستلزمات والمعدات الطبية لمكافحة فيروس كورونا». هذا الأمر حضر أيضاً في اجتماع «اللجنة الوطنية لمتابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا». فقد شارك في الاجتماع رئيس اللجنة اللواء الركن محمود الأسمر، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية الدكتور وليد الخوري، مستشارة رئيس مجلس الوزراء للشؤون الصحية الدكتورة بترا خوري، نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة الدكتور سليمان هارون، المدير العام لمستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس أبيض، الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتاني وممثلون عن القطاع الصحي الخاص في لبنان.
وقد أصدروا بياناً تضمّن:
- إلزام المستشفيات الخاصة من الفئة (أ) تجهيز المستشفى بحسب المعايير المعتمدة (WHO 19 covid for hospitals for tool preparedness) لاستقبال حالات مرضى فيروس كورونا تماشياً مع خطة وزارة الصحة العامة، وذلك بمهلة أقصاها أسبوع من تاريخ صدور هذا القرار.
- تُكلّف وزارة الصحة تشكيل فريق، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، للكشف على جهوزية المستشفيات المذكورة أعلاه، ورفع تقرير إلى لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس «كورونا»، لتُحدّد اللجنة بناء عليه المستشفيات التي ستُعتمد على الأراضي اللبنانية ويتمّ تعميمها على المواطنين.
- تُكلّف وزارة الصحة العامة رفع تقرير إلى «اللجنة الوطنية» حول جهوزية مستشفيات القطاع العام التي ستُعتمد لاستقبال حالات «الكورونا» في المحافظات كافة، وبحسب المعايير المعتمدة (WHO 19 covid for hospitals for Tool preparedness).
- تُكلّف وزارة الصحة العامة تحديد المراكز التي ستُعتمد لحجر الحالات التي لا تحتاج إلى عناية مُركزة في المحافظات كافة، خلال مهلة أسبوع من تاريخ صدور هذا القرار، ورفع لائحة مفصلة بها إلى «اللجنة الوطنية».