إنكلترا في الواجهة
يدفع مشجّعو كرة القدم في إنكلترا رسوماً سنويةً ليست بالقليلة للاشتراك في قناتي Sky Sports وBT Sport. ومع تعليق «البريميرليغ»، طالب هؤلاء بإلغاء اشتراكاتهم واسترداد الأموال، غير أن قنوات النقل رفضت ذلك واشترطت على المشتركين دفع «مبلغ تعويضي» لعملية إلغاء الاشتراك. ودعمت قناة BT Sport موقفها بأن بعض الأحداث الرياضية مثل WWE لا تزال تجري خلف أبوابٍ مغلقة، متوقعةً استئناف بث ما تبقى من مباريات «البريميرليغ» خلال الأشهر المقبلة.
من جهته، قال روب ويبستر، وهو متحدث باسم Sky Sports إن «الشركة تراقب الوضع عن كثب». وأضاف: «ندرك صعوبة الموقف ونعمل بسرعة لضمان استمرار الخدمة لجميع عملائنا. تم تأجيل عدد من الأحداث الرياضية ولكن لم يتم إلغاؤها، نتوقع أن نكون قادرين على نقل ما تبقى منها عند إعادة جدولتها. سوف نستمر في تقديم التحديثات لجميع عملائنا».
ولم تنحصر المعركة بين قنوات النقل والمشتركين، بل امتدت لتشمل الأندية أيضاً، حيث أشارت صحيفة «ذا صن» الإنكليزية إلى عزم قناتي Sky Sports وBT Sport تغريم أندية الدوري الإنكليزي 750 مليون يورو. وذكر التقرير أن الدوري الإنكليزي قد وقّع في وقتٍ سابق على عقود مع القناتين، على أن تلتزما بتقديم برنامج كامل مع نهاية 31 يوليو/ تموز. تضمّنت الصفقة (تمتد إلى 3 مواسم بقيمة 3 مليارات جنيه إسترليني) منح قناة Sky Sports الإنكليزية 128 مباراة مقابل 52 لقناة BT Sport. وفي حال لم تحصل القناتان على هذه الأرقام، سيتم اعتبار أن الدوري الإنكليزي قد انتهك العقد.
قد يتعرّض كل فريق من «البريميرليغ» لغرامة تصل إلى 37 مليون جنيه إسترليني
ويشير التقرير إلى أن كل فريق من «البريميرليغ» قد يتعرّض لغرامة تصل إلى 37 مليون جنيه إسترليني، في حين يرفض القيّمون على الدوري دفع مثل هذه المبالغ الضخمة، على اعتبار أن ظروف التوقف خارجة عن سيطرتهم. السيناريو المطروح لا يزال مجرد فكرة، ولم يدخل الحيّز القانوني، غير أن الطرفين يعملان على احتمالية فتح القضية في حال إلغاء الدوري.
من جهته، دعا رئيس رابطة الدوريات الأوروبية الكبرى، لارس كريستر أولسن، كلاً من BT Sport وSky Sports إلى تقديم تضحيات مالية من أجل استكمال الموسم ودوران عجلة الدوريات من جديد، وقد أتاحت القناتان بدورهما الفرصة أمام العملاء لإيقاف اشتراكاتهم (بصورة موقّتة) طوال فترة تعليق المنافسات الرياضية بسبب كورونا.
وأشارت دراسة أجرتها شركة «كاي بي أم جي» الرائدة عالمياً في مجال المحاسبة إلى أن إلغاء الموسم بشكل كامل في الدوريات الخمسة الكبرى، سيكبّدها خسائر بقيمة إجمالية تتخطى أربعة مليارات يورو.
القضية مرهونة باستمرار الموسم الكروي من عدمه، ولكن ما هو أكيد، تكبّد كل الأطراف المتعلقة بالرياضة خسائر فادحة، هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.
خسائر كبيرة للإعلام الفرنسي
بعد إرجاء بطولة فرنسا الكبرى لكرة المضرب «رولان غاروس» وطواف فرنسا للدرّاجات الهوائية «تور دو فرانس» بسبب فيروس كورونا، جاء تأجيل دورة الألعاب الأولمبية ليشكل رصاصة الرحمة للإعلام الفرنسي. واعتبرت شبكة France Télé بحسب ما نقلت صحيفة «l›equipe» أن سوق الإعلانات سينخفض كثيراً بسبب هذا التأجيل. ولكن شبكة التلفزيون الفرنسية أبدت تفهمها لما حصل معتبرة أن ما يحصل اليوم حول العالم هو أمر «غير مسبوق»، وبالتالي يجب التعاطي مع الأمر بهدوء وعدم تسرّع. وقال مسؤولون في الشبكة الفرنسية إنه لا يجب أن يؤثر الإعلام على قرارات الاتحاد أو اللجنة الأولمبية الدولية، على أن يناقش كل طرف الأضرار الاقتصادية، كلّ من موقعه.
اقتطاع رواتب
بعد أن لجأت بعض الأندية الفرنسية إلى اقتطاع جزء من رواتب اللاعبين وصل إلى 30%، أعلن رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم لويس روبيالس أن الاتحاد سيُفرج عن مبلغ 500 مليون يورو يسمح لأندية الدرجتين الأولى والثانية بالحصول على قروض تصل قيمتها إلى 20 مليون يورو على أن «تسددها في غضون خمس أو ست سنوات». وتدرس رابطة الدوري الإسباني «لا ليغا» تخفيض رواتب اللاعبين عموماً بنسبة 20% في حال تعذر استكمال الموسم، على أن يطبّق الأمر ذاته في إيطاليا.
أما في انكلترا، فقد طلبت رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين إجراء مشاورات عاجلة مع رابطتي الدوري الممتاز «بريميرليغ» و«اي أف أل» (المشرفة على الدرجات الثلاث الأدنى)، للبحث في حماية الرواتب.