بشرّي، تلك المدينة الشمالية الهادئة، تحوّلت في غضون يومين إلى بؤرة انتشار لوباء «كورونا». في 24 آذار، سُجّلت رسمياً أول إصابة في القضاء، لتتوالى من بعدها الحالات الإيجابية، وصولاً إلى تسجيل أول من أمس 24 إصابة بالفيروس، من أصل 54 خضعوا للفحوصات يومَي الاثنين والثلاثاء. في معلومات «الأخبار» أنّ وزير الصحة حمد حسن اتّصل بالنائبة ستريدا جعجع، مقترحاً أن تتولّى بلدية مدينة بشرّي واتحاد بلديات القضاء إعلان عزلها، على أن تتولّى وزارة الصحة تأمين كلّ ما يلزم لمحاصرة التفشّي. جرى ذلك الاتّصال قبل يومين، ولكنّ جعجع لم تردّ على الاقتراح. إلّا أنّ حمد يتوجّه اليوم إلى مستشفى مار ماما، مع فريق طبّي، لمتابعة الوضع ميدانياً بعد أن بلغ مرحلةً عالية من الخطورة. أمّا إدارة مستشفى بشرّي الحكومي أصدرت اليوم بياناً لتوضح أنّ عدد الحالات الإيجابية هو لكمية فحوصات الـPCR المرتفعة التي أُجريت، نتيجة «متابعة خلية الأزمة للحالات والاتصال بالأشخاص بناءً على داتا دقيقة». وطمأن البيان إلى أنّ الحالات الإيجابية «محصورة في نطاق معيّن، ونتمنّى على جميع من يتلقّى اتصالاً من أحد أعضاء الخلية التعاون والتوجّه لإجراء فصص PCR في مستشفى مار ماما بعد تحديد الوقت المناسب».فماذا يحصل في القضاء؟
تقول مصادر رسمية في مدينة بشرّي في اتّصال مع «الأخبار» إنّ كلّ الحالات الإيجابية المُسجّلة سُجّلت في مبنَيين سكنيَّين داخل أحد أحياء المدينة، «تناقلت العدوى عبر إحدى السيدات، من دون أن يتم تحديد مصدر إصابتها هي». تنطلق المصادر من هذا المُعطى لتُشير بأنّه «صحيح الأرقام مُرتفعة، ولكن ما يُخفّف من حالة الهلع أنّها مضبوطة، وأكثرية المُصابين يتمّ علاجهم في الحجر المنزلي». تتّفق المصادر مع بيان المستشفى على أنّ كمية الـPCR التي أُجريت ساهمت في كشف أعداد الإصابات، «وربّما تظهر في مناطق أخرى أيضاً إذا ما قامت بالأمر نفسه». لذلك في الأيام المقبلة، «سنزيد كميّة الفحوصات التي نُجريها». وفي هذا الإطار، كشف بيان المستشفى الحكومي في بشرّي أنّ إدارته «تبلغت من مكتب السيد وليام طوق وضع 500 فحص PCR بتصرّفها للمساعدة في إدارة الأزمة. كما تبلّغت أيضاً وضع 300 فحص بتصرفها من جالية بشري في أوستراليا عبر السيد بشارة كيروز».
ماذا عن عزل المدينة والقضاء؟ تردّ المصادر الرسمية في المدينة إنّ «البلدية قامت اليوم بتسيير دوريات، وإقفال أحد المحال في السوق بعد أن تبيّنت إصابة صاحبه بالوباء، وهو من سكّان أحد المبنيين، كذلك أقفلنا العديد من الطرق لحصر الحركة». وإذا ما تطوّر الأمر، «سنلجأ إلى العزل».
من جهته، أعطى محافظ لبنان الشمالي، القاضي رمزي نهرا توجيهاته إلى أعضاء غرفة عمليات المحافظة بوضع كلّ إمكاناتها «للمساندة في تطبيق خطة خلية إدارة الأزمة في منطقة بشري، وتلبية متطلبات البلدية والأهالي بأقصى سرعة مع المتابعة والتنسيق المستمر».
بالنسبة إلى نتائج فحوصات المغتربين، فقد أعلنت وزارة الصحة أنّه تم التأكد من إصابة 7 ركّاب بالوباء من أصل 108 كانوا على متن الطائرة التي أقلّت مغتربين ووصلت أمس من مدريد، وإصابة 4 ركّاب من أصل 118 كانوا على متن الطائرة التي وصلت من باريس.
أمّا التقرير اليومي، فكشف عن زيادة 27 حالة عن يوم أمس، من ضمنها نتائج المغتربين، وذلك من أصل 587 فحصاً أُجري. ولم تسجَّل أي حالة وفاة جديدة بالفيروس، ليستقر عدد الوفيات حتى تاريخه على 19 وفاة.