ارتبط وجود شجرة الجميز عند المدخل الجنوبي لمدينة صور، المعروف باسم شارع الجميزات، بالذاكرة الجماعية لأبناء مدينة صور وزوارها منذ عقود. الأشجار المعمّرة لم تبرح وسط الشارع الذي حمل اسمها بمحاذاة محمية شاطئ صور الطبيعية، حيث كانت في السابق محط رحال «الرحالة» والقوافل التجارية الوافدة إلى المدينة. كما كانت معلماً ارتبط بسهل رأس العين، جنوبي صور، الذي أصبح القسم الزراعي التابع للمحمية.ومن أجل الحفاظ على الشجرة المهددة بالانقراض، قامت مصلحة التجهيز الريفي، التابعة للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني، بزراعة 100 غرسة ضمن مشروع التجارب الزراعية والحقلية التابع لها، في منطقة رأس العين، بالتعاون مع المحمية. التجربة تشمل 100 غرسة كمرحلة أولى، وتعمل على إنتاج 200 غرسة كمرحلة ثانية، بحسب ما أكد المشرف على المشروع، المهندس حسن زين الدين. وسوف تتم زراعتها في أماكن على أطراف المحمية، وإعادتها إلى المنظومة البيئية في مساحة أرض زراعية بلغت مساحتها 10 آلاف متر مربع، خُصصت للأبحاث الزراعية والإنتاج الزراعي، لتعزيز الأمن الغذائي.

يقول الباحث في تاريخ مدينة صور، منير بدوي، إن أشجار الجميز المعمّرة على مدخل صور الجنوبي في منطقة الشواكير العقارية، الواقعة ضمن المحمية، هي من الأشجار التاريخية للمدينة، وتعود لمئات السنين حسب تواتر الأحاديث عنها من الآباء والأجداد، وكان أبناء المدينة يقصدونها مسافة 3 كلم للدرس في ظلالها. بدوي أثنى على مشروع إعادة إحياء زراعة هذه الشجرة من قِبل المصلحة الوطنية لنهر الليطاني ومحمية شاطئ صور الطبيعية وحمايتها من الانقراض، وأمل من وزارة الزراعة ووزارة البيئة وطلّاب الجامعات، إجراء دراسات عليها وإظهار فائدتها.
مدير المحمية، المهندس حسن حمزة، أكد أن زراعة الجميز على أطراف البركة العلمية في عام 2003 كانت تجربة ناجحة، وسنعمل على إعادة زراعتها على جوانب الممرات والطرقات في المحمية، بالتعاون مع المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، وليس في الأراضي الخصبة من أجل الحفاظ على الأمن الغذائي. وعن فوائد شجرة الجميز، أشار حمزة إلى أنها ملجأ للعديد من الطيور المحلية والمهاجرة، وتؤدي مهمة سحب ثاني أوكسيد الكربون من الجو وتنقيته، كما أن الثمرة التي تنتجها تشكل غذاءً للطيور.