بعد عدم استجابة وكالة «الأونروا» لطلبه بالحصول على المساعدات التي تقدمها للعائلات التي تُصنّف تحت خانة «العسر الشديد»، لنحو ثماني سنوات، أقدم الفلسطيني سامر البجيرمي على إغلاق مدخل مكتب مدير الخدمات التابع للوكالة في مخيم البدّاوي باستخدام الكرسي المتحرّك الخاص بابنته من ذوي الاحتياجات الخاصّة؛ حيث وضعه أمام المكتب وربطه بسلسلة حديدية مع قفل.
وعطفاً على ذلك، ألصق على جدار المكتب الخارجي شعارات تنتقد فساد قسم الشؤون في «الأونروا»، الذي وصفه بـ«غير العادل»، معلناً رفضه المحسوبية والواسطة.

كان البجيرمي، وهو أب لعائلة مكونة من عشرة أشخاص، قدّم طلباً إلى «الأونروا» قبل ثماني سنوات للحصول على المساعدات التي تُقدّم لأمثاله، وهي عبارة عن صندوق إعاشة يحتوي على مواد غذائية، قبل أن تصبح مساعدة نقدية بقيمة 30 دولاراً لكل عائلة تُعطى لها حسب سعر صرف 3900 ليرة لبنانية، أي بحدود 117 ألف ليرة شهرياً، وبرغم المناشدات والمراجعات فإنّ طلبه لم يتم البتّ به بعد.

وحول الدافع وراء تصرفه، قال البجيرمي، وفق ما نشره عبر صفحته على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه «تفاجأ بعد طول انتظار بأنّه لا يوجد لي ملف لدى قسم الشّؤون في الأونروا، برغم قيام مديرة الشّؤون المنزلية في القسم بثلاث زيارات لمنزلي، وطرحها أسئلة كثيرة حول عدد الأولاد، وهل هم في المدرسة أم لا، وهل يعاني أحد في العائلة من أمراض مزمنة، وتسجيلها كلّ صغيرة وكبيرة بعد قيامها بجولة تفقدية في غرف المنزل والمطبخ»، الأمر الذي جعلته يتساءل: «وين رحتوا بهاي المعلومات اللي سجلتوها؟».

ويعمل البجيرمي في محل لبيع الخضار في مخيم البدّاوي، وبالكاد يسدّ مدخوله رمق العائلة واحتياجاتها، ما دفعه لتقديم طلب آخر إلى الأونروا بهدف الحصول على وظيفة لديها. إلّا أن طلبَي المساعدة والوظيفة ناما في الأدراج، ولدى كلّ مراجعة كان الردّ يأتيه أن «لا وظائف ولا أموال لدى الأونروا، وأنّ هناك نحو 1200 طلب قبل طلبه، وأنّه منذ 5 سنوات لم يستفِد أحد من برنامج الشؤون في الأونروا، لأنّها تعاني من عجز مالي بسبب توقّف الدول المانحة عن تقديم المساعدات لها».

وقبل إقدامه على خطوته التي نالت تعاطفاً واسعاً من أهالي المخيم، أعاد البجيرمي نشر رسالة تشرح وضعه الصعب، كان قد سلّم نسخاً منها قبل سنتين إلى فصائل منظمة التحرير، وفصائل التحالف، والقوة الأمنية في المخيم، ولجنة المساجد واللجان الشعبية، قائلاً إنه «حتى الآن ما تزال الأونروا تتعنّت بموقفها، وبناء عليه سأغلق مكتب خدمات مخيم البداوي حتى نيل حقوقي المشروعة».