مرّ شهر على أزمة المياه في المتن، والتي سبّبها عطلٌ أصاب محطّة الضخ الرئيسية في ضبيه. وحتى اليوم، ما زالت المنطقة تشكو من التقنين القاسي، ما يجبر المواطنين على شراء المياه.
في حديث لـ«الأخبار»، وضّح مدير مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، جان جبران، أن السبب الأساسي للتأخر في معالجة العطل الكبير، هو أن «قطع الغيار تُسعّر بالدولار، فيما لا يحقّ للمؤسسة استعمال الدولار، فضلاً عن فرق العملة بين الليرة اللبنانية والدولار الأميركي، وانتظار المساعدات من الجهات المانحة في تأمين القطع الناقصة، ما أدى إلى هذا التأخير الكبير في إصلاح العطل».

لا ينذر جبران بتأخير حل أزمة ضبيه فقط، بل بتعميم التجربة على محافظة جبل لبنان. كذلك، تحدّث عن الخطة الاحترازية التي وضعتها الشركة «لتقنين كميات المياه الموزّعة على اللبنانيين جميعهم بالتساوي».

ومن بنود الخطة، منع استخدام المولدات لتشغيل المحطات لأكثر من عشر ساعات يومياً، لتفادي الوقوع في المشكلة والعطل ذاتهما. ويضيف جبران: «كميات المازوت التي نتسلّمها غير كافية لتزويد جميع الناس كالسابق، فضلاً عن أن انقطاع الكهرباء يتسبب بتعطيل المولّدات، ما ينتج عنه إجراءات صعبة وطويلة لتصليحها».

وينبّه جبران إلى أن «الوضع ما زال بخير حتى الآن. غير أن مشاكل أخرى ستظهر، حتماً، إذا بقي الوضع على ما هو عليه على المدى البعيد». ويتابع: «هناك عوامل كثيرة ضدنا، فنحن قادمون على موسم الصيف ونحتاج إلى المياه أكثر من اللزوم، كما أن الناس يفضّلون استهلاك مياه المؤسسة أكثر من مياه الآبار. ومن ناحية أخرى، إن الارتفاع الهائل لسعر صرف الدولار مقابل قيمة العملة الوطنية، يعيق القيام بمشاريع إنمائية أو حتى تصليح المعدّات الموجودة».

ويُعدّ تركيب أكثر من 100 ألف عدّاد تقريباً في مؤسسة بيروت وجبل لبنان، على مدى خمس سنوات، واحداً من بين المشاريع المعطّلة بسبب أزمة الدولار وانتشار فيروس «كورونا».



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا