تفاقمت أزمة المحروقات في بعلبك ــــ الهرمل بشكل كبير بعد إقفال معظم المحطات باحاتها أمام سيارات الزبائن بسبب «نفاد البنزين»، على الرغم من الوعود التي أطلقت، أمس، بقرب معالجة الأزمة التي تكبّل حركة المواطن وتسلب وقته في ظل الأزمة المعيشية والاقتصادية التي لا أفق لحلحلتها بعد.
وفيما يواصل عدد ضئيل من المحطات البيع بالسعر الرسمي المحدد وفق جدول الأسعار الأسبوعي، ولفترات قصيرة تطول بحسب الكميات التي تتوفر لها، بات مشهد السيارات التي ركنها أصحابها قبل يوم أو يومين أمام تلك المحطات شبيهاً بالسيارات المنتظرة أمام أبواب مراكز المعاينة الميكانيكية والشوارع المؤدية إليها.

تجدر الإشارة إلى أنه لا خيارات عديدة متاحة أمام أبناء المنطقة إزاء أزمة البنزين، فإما أن تقف في طوابير طويلة إلى حين وصول دورك قبل إعلان المحطة نفادها، أو شراء صفيحة البنزين من محطات السوق السوداء لقاء 60 ألف ليرة.

أما الخيار الثالث فيتوقف على مدى قدرة المواطن على التخلي عن سيارته والاعتماد على وسائل النقل بالأجرة، في حين أصبحت تكلفة نقل الراكب من بعلبك إلى بيروت 20 ألف ليرة، وفي داخل المنطقة لا يقل عن خمسة آلاف ليرة. وعطفاً على ذلك، رفع «توك توك القرى» من أجرته لخدمة توصيل الأغراض أو نقل الركاب داخل أحياء البلدة نفسها، فباتت كلفته تراوح بين 3 آلاف و10 آلاف ليرة.

وبالتوازي، يشكو أصحاب بعض المحطات من تقليص الكميات المسلمة لهم، في الوقت الذي تسلّم فيه كميات كبيرة لتجار السوق السوداء أو التهريب الذي لا تزال فصوله متواصلة على الرغم من الإجراءات المشددة للجيش، بما فيها التوقيفات التي طاولت عدداً من المهرّبين في أماكن مختلفة من المنطقة.

وإلى حين فقدان الأمل بآخر الخيارات التي من الممكن أن يلجأ إليها المواطن، مثل الاعتماد على الوسائل البدائية للتنقل، ومنها الحمير، يُذكر أن أسعار الحمير ارتفعت بشكل كبير ليتراوح سعرها ما بين 7 ملايين إلى 20 مليون ليرة ثمن الحمار الواحد وفقاً لنوعه وحجمه وحتى لونه!