بعد الحوض الأعلى لنهر الليطاني، عدوى التلوث بالصرف الصحي وصلت إلى بساتين الحمضيات والأراضي الزراعية شرق صور. المياه المبتذلة تسلّلت إلى مجاري مياه الأمطار الممتدة على مساحات شاسعة بين بلدات جويّا والبازوية وخراج بلدة طيردبا، وصولاً إلى شاطئ منطقة جل البحر.التلوث الذي تزامن مع بدء ريّ البساتين من مياه الأمطار ومشروع ري القاسمية، التابع للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني، استنفر المزارعين وأصحاب البساتين. عضو تجمّع مزارعي الجنوب، حسن دهيني، رفع الصرخة بوجه المسؤولين في وزارة الطاقة والمياه، محمّلاً إياهم المسؤولية، قائلاً: «التسرب ناتج عن عطل في التمديدات لمجاري الصرف الصحي للقرى الواقعة شرق مدينة صور، ويمرّ في أحد الأودية التي هي امتداد طبيعي لمجرى مياه الأمطار، والذي يصبّ على الشاطئ الشمالي لمدينة صور في منطقة جل البحر».

(الأخبار)

وحذّر دهيني من خطورة التلوث على آبار المياه الجوفية، «لأن معظم البساتين الساحلية تعتمد على الريّ من مشروع قناة ري القاسمية، أو على الآبار الجوفية التي لا يتعدّى عمقها 20 إلى 50 متراً كحدّ أقصى. وعليه، فإن التسرّب سيؤدي إلى امتصاص التربة للمياه الآسنة وتلوثها. أما معالجتها ستكون مكلفة مادياً وزمنياً، إضافة إلى ظهور الحشرات الناتجة عن انبعاث الروائح الكريهة، وستظهر آثاره الصحية عند ارتفاع درجات الحرارة»، على حدّ تعبير دهيني. حينها، سيضطر المزارعون إلى استخدام المبيدات غالية الثمن، وبعضها يضرّ بالطبيعة.
تلك التمديدات التي طرأ العطل عليها، تقع ضمن شبكة الصرف الصحي التابعة لمحطة البقبوق في محلة البقبوق شمال مدينة صور، لمعالجة المياه المبتذلة التي شيّدها مجلس الإنماء والإعمار لمنطقة صور وبعض قرى قضاء بنت جبيل. لكن مضى على إنجازها أكثر من 10 أعوام من دون أن تُشغّل أو أن تُستكمل جميع التمديدات والشبكات من البلدات المعنية إليها! الصرف الصحي لبعض البلدات التي لم تُستكمل تمديداتها، يصبّ في الأودية. أما البلدات التي استُكملت تمديداتها إلى صور، حُوّلت مؤقّتاً نحو جل البحر إلى حين تشغيل المحطة.



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا