لم يستطع حسن كوثراني الصمود طويلاً أمام أزمة البنزين التي فرضت عليه الانتظار لساعات في الطوابير أمام محطات الوقود في حال فتحت أبوابها. أستاذ مادة الرياضة البدنية في ثانوية العباسية الرسمية اضطر أحياناً للتغيّب عن عمله بسبب عدم قدرته على تعبئة سيارته بالبنزين لينتقل من منزله في المروانية (قضاء صيدا) إلى مركز عمله في العباسية (قضاء صور) أي بمسافة تستلزم حوالى نصف ساعة لاجتيازها. وبعد أن وجد بأن لا أفق للحل، استعان بدراجته الهوائية ليقطع بها تلك المسافة: حوالى 80 كيلومتراً رواحاً وجيئاً.

يقول كوثراني لـ«الأخبار» إن «انقطاع مادة البنزين أجبرني على اتخاذ القرار واستخدام الدرّاجة الهوائية بالرغم من المخاطر التي أتعرّض لها يومياً لدى اجتياز الأوتوستراد بين النبطية - الزهراني والقاسمية – صور الذي يشكّل الجزء الأكبر من الرحلة». ليست المخاطر مقتصرة على السرعة الجنونية التي يقود فيها سائقو السيارات والشاحنات فقط، بل أيضاً في الانبعاثات التي تصدر عنها «التي أتنشّقها خلال الرحلة».

مهاراته البدنية سمحت لكوثراني باستخدام الدراجة. وبالرغم من أنه ابتكر مخرجاً يسيّر شؤونه اليومية ولا يجعله أسيراً لابتزاز شركات الوقود وأصحاب المحطات، فإنه يتعرّض لانتقادات من زملائه الأساتذة ومن الطلاب «الذين يقضون ساعات طويلة أمام المحطات للحصول على كمّية محدودة من البنزين لا تكفيهم في معظم الأحيان للوصول إلى المدرسة».