على غرار سائر المنتجات، ارتفعت أسعار الكرز بشكل غير مسبوق هذا العام. وخلافاً للاعتقاد السائد، لم يتحوّل مزارعوه إلى أثرياء، بعد وصول سعر الكيلو إلى 50 ألفاً. فارتفاع كلفة زراعته لم يُبق لهم سوى الفتات.
يتغنّى أبناء العرقوب، ولا سيما في شبعا وكفرشوبا، ببساتين الكرز المتنوع الألوان والأسماء، ومنها الفرعوني وقوس قزح والسكري والنواري وقلب الطير والمالطي. أما أغلاها سعراً، فهما الفرعوني والمالطي. إذ يبيع المزارع كيلو الكرز للتاجر بسعر الجملة، بنحو عشرة آلاف ليرة، بينما سعره بالمفرّق يصل إلى ما بين 20 و 50 ألف ليرة. وعليه، فإن المزارع العرقوبي لم يغتنِ.

تحتاج شجرة الكرز إلى عناية وتقليم وتشذيب، إضافة إلى أن عمرها قصير، مقارنة بغيرها من الأشجار المثمرة. كما تحدق بها الأمراض، ولا سيما التسوس ودودة الشرى التي تيبّسها. ومع ذلك، تتمسك المنطقة في سفوح جبل الشيخ بالكرز، الذي تحوّل إلى رمز للمنطقة، بسبب كبر حجمه ولونه القاني.

يُحصي أهالي العرقوب حوالى 15 ألف شجرة كرز في حقول البلدات. وفي شبعا تحديداً، يعود الفضل، إضافة الى جهد المزارعين بالاعتناء بهذه الثمرة، «إلى نبع الجوز الذي يروي بمياهه بساتين شبعا المتنوعة، وفي مقدمتها الكرز»، حسبما يشير أبو محمد غياض.

ويضيف غياض: «يحتاج الكرز إلى معرفة ودراية وعناية متواصلة، كي يعيش أطول فترة ممكنة. كذلك، هناك مشكلة نعاني منها أثناء جني المحصول، إذ إن عمر حبّات الكرز قصير، ونضطر لبيعها إلى التجار بأسعار زهيدة».

أما أبو علي القادري، من كفرشوبا، فيقول إن «أثمن هدية للأصدقاء والأصحاب، في هذه الأيام، هي شرحة الكرز»، لافتاً إلى أن «موسم الكرز أصبح مصدر رزق للكثير من المزارعين في المنطقة، لكن سعره لا يغطّي كلفة الاعتناء به، خصوصاً في هذه الأيام العصيبة التي يمرّ بها المواطن اللبناني، والارتفاع الجنوني للأسعار والغلاء الفاحش لكل شيء، ولا سيما الأدوية الزراعية، وصعوبة التصدير إلى الخارج».