يبدو أن أزمات لبنان لن تبقى على حالها فحسب، بل هي مرشحة لتتفاقم. وآخرها أزمة انقطاع الاتصالات الخلوية، بما فيها خدمات الإنترنت والاتصال المباشر، والتي بدأت تلقي بثقلها على مناطق الشمال وعكار.

وبالرغم من أن المشكلة مستمرة منذ حوالى الأسبوعين، إلا أنه لم يصدر أي توضيح عن الشركتين المشغلتين «alfa» و«touch».

على إثره، يعيش أبناء عدد من المناطق في محافظتيّ الشمال وعكار، مشكلة كبيرة بسبب انقطاع خدمات شركتيّ الاتصالات، إذ يواجهون صعوبة كبيرة في إجراء الاتصالات واستخدام الإنترنت، وغالباً ما يلجأون إلى أقرب نقطة «وايفاي» لإجراء مكالماتهم، حيث ما زالت خدمات «أوجيرو» وبعض شركات الإنترنت الخاصة تعمل، وإن بشكل بطيء ومتقطع، نتيجة انقطاع كهرباء الدولة والإطفاء الكامل لمولدات الاشتراك في ساعات النهار.

ومنذ ما يقارب الأسبوعين، تشهد مناطق البداوي والمنية ودير عمار، وصولاً إلى مناطق المحمّرة والعبدة في عكار، انقطاعاً تاماً للاتصالات وخدمات الإنترنت. وبالتالي، يعاني أكثر من 600 ألف مشترك في تلك المناطق من مشكلة انقطاع شبكة الاتصالات، والبطء الكبير في الـ 4G.

في الإطار، أكد أحد موظفي شركة «ألفا» في اتصال مع «الأخبار»، أن «هناك عطل طارىء في الشبكة في مناطق الشمال، تعمل الفرق الفنية على حلّه، بالإضافة إلى مشكلة عدم تأمين المازوت لمحطات الاتصال والإنترنت».

إلا أن حجة الشركة غير مقنعة، لأن هذه المشكلة بدأت منذ قرابة الشهر تقريباً، فيما لاحظ مئات المستخدمين أن الاتصالات فُقدت بالكامل منذ 3 أيام، ما أدّى إلى تعطيل عشرات المصالح، وأوقف عدداً من الخدمات التجارية للمواطنين. كما علمت «الأخبار» أن معظم المراكز الأمنية في تلك المناطق، عادت إلى اللاسلكي للتواصل فيما بينها.

يشار إلى أن قطاع الاتصالات بات يرزح تحت أزمة كبيرة، نتيجة انقطاع الكهرباء وأزمة المازوت، إلا أن ذلك ليس السبب الوحيد للمشكلة. فالتقصير في صيانة مراكز الارسال، واستبدال القطع المعطّلة بأخرى مستعملة نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار، حتّم تجدّد الأعطال بشكل مستمر. كما أن إصلاحها بات أكثر كلفة بسبب الأزمة الاقتصادية وصعوبة استيراد القطع بالدولار من الخارج.