دعا سفير لبنان لدى فرنسا رامي عدوان إلى «لقاء عائلي»، مطلع الشهر المقبل، على شرف الطائفة اليهودية اللبنانية. وجاء في نصّ الدعوة أنّ «وجود الطائفة اليهودية اللبنانية في لبنان ودول الانتشار مصدر فخر وعلامة فرادة لبلدنا». وفي كلمة أرفقت ببطاقة الدعوة، فإنّ «على لبنان، اليوم، أكثر من أيّ وقت مضى، أن يروّج لنموذجه الشامل، ونحن نعرف بدقة أنّ مستقبلنا لا يعتمد إلا على قدرتنا على أن نبقى موحّدين، وعلى إرادتنا في مواصلة انفتاحنا على العالم وثرواته».الدعوة لاقت استنكاراً من الجمعيات اللبنانية العلمانية في فرنسا، فاعتبرت مبادرة السفير إيغالاً في التفرقة الطائفية بين أبناء الجالية، وطرحت جملةً من الأسئلة حول التوقيت والأبعاد السياسية الداخلية والدولية.
مصادر لبنانية في باريس نبّهت إلى أنه «قد لا تكون هناك قدرة على معرفة ما إذا كان أحد المدعوّين يحمل جنسية إسرائيلية»، ما قد يوقع السفير في التطبيع مع «إسرائيليين» حتى لو لم يكن ذلك ما ينويه، لافتة إلى أن «أغلب المدعوّين لم يُجدّدوا هوياتهم أو جوازات سفرهم اللبنانية»، وإلى أنّ المدعوّين «تساءلوا عن سبب الدعوة».
غير أن عدوان أكد لـ«الأخبار» أن المواقف السياسية للمدعوّين (عددهم 40) من كيان الاحتلال واضحة، وأنّ «هؤلاء اليهود متمسّكون بهويّتهم اللبنانية... ونحن قادرون على التأكد من أنهم لا يحملون جنسيات اسرائيلية لأنهم يتردّدون إلى لبنان بشكل مستمر، ولو كانت عليهم أي شبهات لما توانت الدولة اللبنانية عن توقيفهم. والطائفة اليهودية معترف بها رسمياً تحت اسم الطائفة الإسرائيلية». وأشار إلى أن «القنصل لدى السفارة هنا شيعي، وكان سيعترض لو أن هناك مشكلة»!
أكد السفير أن المدعوين اليهود يترددون إلى لبنان


ووضع عدوان الموضوع في إطار «نشاطات السفارة»، مؤكداً أن لا صحة لما يتردد عن أنها جاءت بإيعاز من وزير الخارجية السابق جبران باسيل (باعتبار عدوان مقرّباً منه)، في رسالة غير مباشرة إلى الأميركيين لرفع العقوبات عنه. وشدّد على أنّ «الدعوة لا تحمل أي طابع سياسي أو انتخابي»، وكانت مقررة منذ عامين لكنها أُرجئت بسبب «كورونا». ووضع الخطوة في إطار «الفعل المقاوم»، إذ إن لبنان «إناء جامع للطوائف في وجه من يسعون لتكريس النمط الأحادي وإلغاء الآخر عبر سياسة تركّز على أحادية الهوية والانتماء».
وعن اتهامه بالتمييز الطائفي، لفت عدوان إلى أن السفارة تنظّم لقاءات بمناسبات كرمضان وعيد الميلاد، مشيراً إلى أنه يتفهّم المنطلقات العلمانية للمعترضين، لكن «هيدا لبنان»! وفيما لم يتضح ما إذا كانت دعوة عدوان مبادرة شخصية أم تُعبّر عن سياسة الحكومة ووزارة الخارجية والمغتربين، أوضح الوزير عبدالله بو حبيب لـ«الأخبار» أنه لا يدخل «في هذه التفاصيل مع السفير»، كما أنه «مش ممنوع أن يدعو اليهود».