ثقيلةٌ جداً تمرّ الأيّام على طلاب وأساتذة ومديري المدارس الرسمية في منطقة البقاع .
تقول المرشدة الصحيّة الاجتماعية، ومدرّسة اللّغة الفرنسية في مدرسة الهرمل الرسمية الثانية، حنان شاهين، «للأخبار» إنّ الصعوبات الموجودة بالأصل ازدادت حدّتها وتفاقمت على الطبقة الفقيرة الأكثر تضرراً.

أكبر تحدٍ، بحسب شاهين، كيفية تأمين مادة المازوت للأساتذة والطلاب والهيئة الإدارية للوصول إلى المدرسة وتزويد وسائل التدفئة (الصوبيات) الموجودة في الفصول الدراسية، في ظلّ الارتفاع المتزايد لأسعار المحروقات.

فيما التحدّي الثاني، تقول شاهين، هو «سوء وضعف التغذية» التي بدت واضحة على التلاميذ، لا سيّما في المرحلة الابتدائية والتأسيسيّة، بسبب غلاء أسعار المواد الغذائية. وبعد مراقبتها لوضع الطلاب، كونها مرشدة صحيّة اجتماعية، تبيّن لها أنّ كثيراً منهم يعانون أوجاعاً دائمة في المعدة والرأس والأطراف والمفاصل، ليتضح لاحقاً، إثر إجراء استطلاع، أنّ معظم هؤلاء الطلاب يحضرون صباحاً من دون تناول وجبة الإفطار ويعانون نحولاً ملحوظاً واصفراراً في الوجه. ولدى الكشف عليهم، تبيّن أنّ عدداً كبيراً يأتي إلى المدرسة من دون «زوادة». فيما القسم الآخر يحمل معه وجبة صغيرة وغير كافية.

وبعد الاستفسار من أهاليهم، ظهر أنهم يواجهون صعوبة في تأمين الغذاء الصحيّ اللازم لنموّهم السليم. «نصف الطلاب لا يأكلون البيض إلاّ مرة كلّ بضعة أسابيع. و البعض الآخر لم يتناول اللحوم منذ مدّة. أحد الأطفال أكّد أنّه لم يأكل الفواكه منذ أسابيع بسبب عدم قدرة والديه على شرائها. وهذا ما ينذر بمخاطر كبيرة جداً وضعف مناعة تترصّد بهؤلاء الأطفال»، بحسب شاهين.

من جهته، شرح مدير ثانوية علي النهري الرسمية، علي رفعت مهدي، في اتصال مع «الأخبار»، معاناته في توفير مادة المازوت للتدفئة. تحتاج مدرسته إلى 50 برميل مازوت كمعدّل وسطي سنوياً من أجل تشغيل موّلد الكهرباء في المدرسة خلال الدوام. وبالمقارنة مع الأسعار الحالية للمازوت، تتخطى كلفته بأضعاف ميزانية مدرسته.

ولفت مهدي إلى أنّ وزارة التربية عمّمت على مدارس المنطقة استمارة من أجل معرفة الواقع التفصيلي الدقيق الذي يعانون منه، تحديداً في موضوع تأمين المحروقات والتدفئة.

ولفت مصدر في مدرسة رسمية في منطقة رياق إلى اقتراح يجري تداوله لمواجهة أزمة التدفئة «يقضي بإقفال المدارس لمدة 40 يوماً خلال فترة الشتاء القاسية وتساقط الثلوج وتكوّن الجليد في القرى والمناطق البقاعية بسبب صعوبة تأمين مادة المازوت بكميات كافية».