لم تعمّر «مكرمة» النائب ميشال الضاهر الشهيرة التي أعلنها في كانون الثاني 2019 لإنارة طريق ضهر البيدر سوى 8 أشهر، ليعود أهم طريق دولي في لبنان إلى الظلام من جديد.إفلاس الدولة انعكس توقفاً لأعمال صيانة الإنارة والطرقات، ما يهدد السلامة العامة، وخصوصاً على هذا «الطريق الدولي» الذي تكثر فيه المنعطفات وتنعدم القدرة على القيادة فوقه في بعض أوقات الشتاء، كما هي حاله اليوم.
ومعلوم أن هذا الطريق الذي يشكل شريان الحياة الذي يصل منطقة البقاع بالعاصمة، وبوابة لبنان إلى العالم العربي، تعبره يومياً آلاف السيارات وشاحنات نقل البضائع من الوزن الثقيل، ما يجعل من عبور هذا الطريق «قطوعاً» كبيراً، وخصوصاً في فصل الشتاء مع خطر الانزلاقات بسبب الضباب وانعدام الرؤية وتشكّل الجليد، فضلاً عن «الخسفات» والحفر وغياب فاصل اسمنتي بين جانبي الطريق.
عن مصير مبادرته لإضاءة الطريق الدولي من أول جسر المديرج (حاجز الدرك) حتى أول المريجات، قال الضاهر لـ«الأخبار» إنه «مع الأسف تعرضت المولدات لسرقة المازوت والبطاريات والكابلات. وحتى عندما كانت المولدات تعمل كانت تضيء نصف اللمبات لأن البقية كانت معطلة وتحتاج إلى صيانة».
لم تعمّر «مكرمة» النائب ميشال الضاهر أكثر من 8 أشهر


انتهت مبادرة الضاهر كما كان متوقعاً، إذ كانت أشبه بمسكّن، نظراً إلى ارتفاع كلفتها المرتبطة بالمحروقات والصيانة، فيما مشروع إنارة على الطاقة الشمسية كان معطّلاً أساساً لغياب الصيانة والتنظيف الدوري، ما يحول دون تخزين الطاقة وخصوصاً في الشتاء.
مصادر في وزارة الأشغال أكدت لـ«الأخبار» أن وزارة الأشغال لم تستطع القيام بما عليها من واجبات بسبب وجود مشكلة في التمويل تقف عقبة أمام إنجاز مشاريع الصيانة، ومنها صيانة الإنارة على الطرقات ولا سيما الطرقات الدولية، علماً بأن الوزارة «فتحت مناقصة الصيانة 3 مرات، من دون أن يتقدم أي متعهد لأن دفتر الشروط لا يزال على تسعيرة 1500 ليرة». وأشارت إلى أن الموازنة المخصصة للوزارة لا تكفي للقيام بأعمال صيانة الطرقات وجرف الثلوج وغيرها من المشاريع».
المصادر لفتت الى أن الصرف على الإنارة «من دون طائل، حتى لو أقرت الموازنة وتمت صيانة أعمدة الإنارة لأن الطرقات السريعة لا تضاء، بل تعتمد على العواكس الضوئية والأسهم المضيئة عند المنعطفات لتحديد الطريق أمام السالكين. وهذه أكثر فعالية وخصوصاً في الطرقات التي يغطيها الضباب، كما أنها أقل كلفة من الكهرباء ومصاريف الصيانة».
ما دام هذا الحل موجوداً، لمَ لا تعمل الدولة به؟ «إنها التنفيعات والمصالح والعقليات»، يقول المصدر نفسه.
إلى أن تتغيّر الحال، تبقى نصائح الأرصاد الجوية هي الأنسب، بعدم سلوك الطرقات الجبلية وقت العواصف الثلجية والضباب إلا للضرورة القصوى.