مع تراكم الثلوج أمتاراً، يبدي البقاعيون ارتياحاً نتيجة نسبة التراكمات مع الحديث عن عواصف قادمة ستنعكس «خيراً» في المخزون المائي الجوفي في تلك السفوح.
وكالعادة فرضت الثلوج تدنياً كبيراً في درجات الحرارة على مدى اليومين الماضيين، فتكوّنت طبقات جليد على الطرقات، وتجمّدت شبكات المياه في المنازل بدءاً من الخزانات على السطوح وصولاً إلى الحنفيات داخلها، ناهيك عن استهلاك مضاعف لحطب أو مازوت التدفئة، الذي فُقد منذ أيام من بعض المحطات، فيما عادت محطات أخرى إلى سوقها السوداء مستغلة شحّ المادة في السوق لتبيعها بأسعار راوحت بين 400 و450 ألف ليرة، في حين أنّ سعرها بحسب جدول أسعار المحروقات 332000 ليرة بعدما سجّل انخفاضاً بقيمة 30 ألف ليرة.

إلا أنّ السوق السوداء لم تقتصر على المحطات، فثمة من عاد إلى الطرقات ووسائل التواصل الاجتماعي، لبيع الغالونات البلاستيكية سعة 8.5 ليترات بسعر 200 ألف ليرة، في ظلّ غياب فاضح لوزارة الاقتصاد، وما يُسمّى مديرية حماية المستهلك.

ومع الحديث عن عاصفة قاسية ودرجات الحرارة المنخفضة التي وصلت إلى 7 تحت الصفر، لم يكن أمام الأهالي في بعض قرى وبلدات بعلبك الهرمل إلا التكافل والتضامن والاعتماد على سياسة الإقراض بمادة المازوت إلى حين توافرها.

وفي الوقت الذي ما زال أبناء المنطقة ينتظرون المازوت الإيراني عن شهر كانون الثاني بناءً على وعد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، يُسجل في المقابل عدم تسليم المازوت لمتعهدي المحروقات من قبل مصفاتَي الزهراني وطرابلس، بحسب ما يؤكد أحد متعهّدي المحروقات لـ«الأخبار».

ولا ينكر المتعهد أنّ المازوت الإيراني كان يغطي تقاعس المصفاتين التي تغطيان 40 إلى 50% من حاجة السوق، عازياً عدم تسليمهما المادة إلى أنّ مصرف لبنان لا يوفر لهما الاعتمادات بالدولار، في حين أنّ الشركات المستوردة للنفط «تخفّف من شرائها المحروقات بعدما ارتفعت الأسعار العالمية من 70 دولاراً إلى 86 دولاراً أميركياً».

وإلى حين تذليل العقبات في دولة نسيت مواطنيها، يبقى على البقاعيين أن يعيشوا معاناتهم مع البرد القارس الذي فرضته عليهم الجغرافيا والسياسة، ويتدبّروا أمورهم الحياتية بأنفسهم.